بورتري…الأسطورة مناد يغادرنا تاركا ورائه إرثا تاريخيا

خسرت الكرة الجزائرية أحد أبرز أساطيرها الذين قدموا الكثير وصنعوا أمجاد المنتخب الوطني وأبرز الأندية الجزائرية، جمال مناد، الذي وافته المنية صبيحة السبت عن عمر يناهز 64 عاما بعد صراع مع المرض، تاركا ورائه ارثا كبيرا لن يمحى بمرور الزمن ومشوارا ذهبيا لمهاجم طالما صال وجال في الملاعب ورسم البهجة في قلوب الملايين من الجزائريين بأهدافه الجميلة والذهبية.

ورغم أن الراحل جمال مناد عاصر الجيل الذهبي للكرة الجزائرية، والذي شهد تواجد أحسن اللاعبين في تاريخ الكرة الجزائرية والافريقية على غرار رابح ماجر، ولخضر بلومي، وصالح عصاد، وتاج بن ساولة وشريف وجاني والبقية، إلا أنه تمكن من فرض نفسه وسط هذه الأرمادة من النجوم وتبوأ لنفسه مكانا وسطهم كأحد أفضل المهاجمين الذين تقمصوا ألوان المنتخب الوطني، حيث حين الراحل جمال مناد رقما صعبا في كتيبة ” محاربي الصحراء” خلال الفترة الممتدة ما بين بداية الثمانينات ومنتصف التسعينيات، وشارك أسطورة الجزائر في أولمبياد موسكو 1980، والتصفيات المؤهلة لمونديال 1982، قبل أن يتم استبعاده من القائمة المشاركة في النهائيات، ليعود وبعدها ويشارك في التصفيات المؤهلة إلى مونديال مكسيكو 1986، وكان ضمن التعداد الذي خاض الذي مثل الجزائر في المونديال وكان وقتها من المهاجمين المعول عليهم لكتابة انجاز جديد لـ الجزائر، ورغم أن لم ينجح في ترك بصمته مع ” الخضر” في مونديال مكسيكو بسبب ثراء التعداد وقتها، إلا أن هذه التجربة كانت مفيدة جدا بالنسبة له، وشكلت نقطة الانطلاق لمهاجم نصب نفسه رأس الحربة الأول في المنتخب لسنوات طويلة بعدها.

أهدى للجزائر أول ألقابها القارية

كان الراحل جمال مناد أحد صناع أول تتويج للكرة الجزائرية بكأس أمم إفريقيا 1990 التي جرت بالجزائر، حين توج وقتها بلقب هداف الدورة برصيد 4 أهداف، مانحا الخضر انجازا تاريخيا كان الأبرز الى غاية تلك الفترة بعد الفوز أمام منتخب نيجيريا في النهائي بهدف دون مقابل، وبجيل جديد من اللاعبين الصاعدين على غرار وجاني وصايب وعماني والبقية، ليعود بعدها  فقيد الكرة الجزائرية بسنة واحدة فقط ويساهم في نيل منتخبنا الوطني ثاني ألقابه وهي الكأس الأفرواسيوية بعد التغلب على بطلة أسيا ايران في النهائي بهدف دون مقابل.

تاريخ حافل بالألقاب مع شبيبة القبائل

وعلى صعيد الأندية فقد تقمص المرحوم جمال مناد ألوان العديد من الأندية الجزائرية أبرزها شباب بلوزداد وشبيبة القبائل واتحاد العاصمة، غير أن أبرز فترات التوهج في مسيرته الكروية كانت مع ناديه شبيبة القبائل الذي كتب معه مناد تاريخا حافلا بالأهداف والألقاب والانجازات التي ستبقى محفورة في ذاكرة كل محبي النادي القبائلي، كيف لا وهو الذي قاد الفريق للتتويج بلقب البطولة الوطنية في أربع مرات فضلا عن التتويج بكأس الجمهورية في 3 مناسبات، والانجاز الأبرز لمناد مع الكناري كان تسيد افريقيا والتتويج بلقب رابطة ابطال افريقيا سنة 1981 بعد الفوز في النهائي أمام نادي فيتا كلوب الكونغولي، كما توج جمال مناد أيضا بلقب كأس الكؤوس الافريقية مع شبيبة القبائل العاصمة بعد عودته من تجربة احترافية في اوروبا موسم 1995 وكان مسجل احدي هدفي التتويج في النهائي أمام نادي جوليوس برغر النيجيري، ليختتم الراحل مسيرته الحافلة بني لقب البطولة الخامس في تاريخه والذي كان في الموسم الموالي بالوان نادي اتحاد العاصمة، الذي دخل معه التاريخ كأول لاعب ومدرب في نفس الفترة مع نفس الفريق.

مشوار احترافي مميز في فرنسا والبرتغال

وكان لأسطورة هجوم “الخضر” جمال مناد، مشوارا احترافيا مميزا في اوروبا، بداية مع نادي نيم الفرنسي الذي لعب معه 3 مواسم بداية من سنة 1987 إلى غاية 1991 وسجل مناد خلالها 27 هدفا، ثم انتقل بعدها الى صفوف نادي فاماليكاو الذي لعب قضى معه موسمين سجل خلالهما 17 هدفا، ليشد رحاله بعدها نحو فريق بيلينينسش البرتغالي الذي لعب معه موسما واحدا فقط وسجل معه 3 أهداف، ليعود بعدها جمال الى الدوري الجزائري من بوابة ناديه المفضل شبيبة القبائل صيف 1994

مسيرة تدريبية حافلة وترك مكانه نظيفا

كانت للراحل جمال مناد مسيرة تدريبية بدأها في عام 1995 كمدرب مساعد في فريق قلبه شبيبة القبائل، وأكلمها بعدة أندية بينها غرار اتحاد العاصمة ومولودية الجزائر واتحاد الحراش وشبيبة بجاية، وكان ايضا الراحل ضمن الجهاز الفني الي اشرف على تدريب المنتخب الوطني الجزائري رفقة الاسطورة رابح ماجر ومزيان ايغيل، ورغم أن تجربته كمدرب لم تكن بذلك النجاح الكبير الذي حققه كلاعب كرة قدم، إلا أنه ترك بصمته ومكانا نظيفا في كل الأندية التي أشرف على تدريبها، ليقرر في السنوات الاخيرة الانسحاب نهائيا من ميدان كرة القدم، ليعود من بوابة التسيير مع نادي القلب شبيبة القبائل كمدير رياضي سنة 2023، غير أنه لم يعمر طويلا في هذا المنصب وانسحب معه بعد فترة قصيرة بسبب تدهور حالته الصحية، ليغادرنا صبيحة السبت 22 مارس 2025  إلى الأبد تاركا ورائه ارثا تاريخيا.

محمد. ق
محمد. ق

Recent Posts

تخصيص 15 ألف تذكرة لكل فريق في مباراة ربع نهائي الكأس بين شباب بلوزداد ومولودية بجاية

أعلنت الجهات المنظمة عن تخصيص 15 ألف تذكرة لكل فريق خلال المواجهة المرتقبة بين شباب…

4 دقائق ago

تشيكينيو كوندي: “هذه المباراة ضد الجزائر هي الأهم في تاريخنا”

أكد تشيكينيو كوندي، مدرب منتخب موزمبيق منافس الخضر ، أن المباراة المقبلة ضد المنتخب الوطني…

54 دقيقة ago

بيتكوفيتش يؤجل التنقل إلى تيزي وزو إلى غاية ليلة لقاء الموزمبيق

قرر مدرب المنتخب الوطني، فلاديمير بيتكوفيتش، مواصلة التدريبات في مركز سيدي موسى التقني، وتأخير التنقل…

ساعة واحدة ago

تعيين مدرب جديد لحراس مرمى مولودية وهران

أعلنت إدارة مولودية وهران عن تغيير في الجهاز الفني للفريق، حيث تم تعيين مدرب جديد…

ساعة واحدة ago

محرز يتحدث عن كواليس مواجهة بوتسوانا في تصفيات كأس العالم

نشرت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم "فاف" على حساباتها الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، مساء السبت،…

ساعتين ago

تدابير خاصة لتسهيل تنقل الجماهير في مباراة الجزائر والموزمبيق بتيزي وزو

أعلنت مصالح ولاية تيزي وزو عن اتخاذ سلسلة من التدابير الخاصة لضمان راحة الجماهير التي…

ساعتين ago

This website uses cookies.