#image_title
قبل كل موسم رياضي جديد ، ومع تحديد فترة الإنتقالات الصيفية ، تشرع الأندية الجزائرية في تدعيم أرصدتها البشرية ، بجلب لاعبين جدد وفسخ عقود لاعبين لم يقدموا الإضافة وتسريح آخرين مع نهاية عقودهم ، غير أن ما يلاحظ خلال هذه الفترة ، وهي وضعية لا تقتصر على الفرق الجزائرية فقط وقد تشمل معظم الأندية العربية والافريقية، أن إدارات بعض الأندية تنتدب لاعبين قبل إستقدامها للمدربين الذين سيشرفون على هؤلاء اللاعبين ، ليطرح سؤال بالبند العريض من ينتدب من؟.
ويرتبط هذا السؤال بمجموعة أخرى من الاسئلة التي لا تقل أهمية عنه، من قبيل أليس من الجدوى أن يقوم المدرب بإختيار لاعبيه حتى يكون هو المسؤول الأول عن نجاح أو فشل صفقات انتدابهم ؟ ألا يجب أن يختار المدرب اللاعبين الذين يحتاجهم الفريق ويتماشون مع فكره التكتيكي وطريقة لعبه وأهداف النادي ؟ من يتحمل مسؤولية عدم إقتناع مدرب بلاعب تم إنتدابه قبل وصوله ؟ ومن يعوض الفريق الخسارة الفنية والمالية في قيمة الصفقة الفاشلة ؟ هي مجموعة من الاسئلة يتم طرحها غالبا في الشارع الرياضي الجزائري ، عندما تجد الجماهير وأنصار النوادي إدارات تقوم بالتفاوض و إبرام العقود مع لاعبين محليين وآخريين أجانب في غياب المدرب والمسؤول الأول فنيا على الفريق، دون أدنى مقومات الاختيار أو التنسيق أو التشاور، وهو ما يجعلنا اليوم نتساءل عن الطريقة التي تعتمدها أنديتنا في إختيار اللاعبين؟.
المتعارف عليه أن كرة القدم عمل جماعي ، وفي طليعتها وجود الإدارة الناجحة وتوفير فرص المنظومة الجيدة، الإدارة ضلع والجهاز الفني ضلع واللاعبين ضلع ثالث والجمهور هو من يكمل المربع ، ولكل ضلع دور واضح لا يمكن تجاوزه، ففي موضوع الإنتدابات مثلا، عادةً ما تكون لجنة أو مجلس إدارة النادي هي المسؤولة عن الانتدابات، و يقوم هؤلاء باتخاذ القرارات بناءً على تقييم إحتياجات وتوصيات المدرب ، الذي يقدم توصياته بشأن اللاعبين الذين يحتاجهم الفريق لتحقيق أهدافه، كما يشارك في عملية تقييم اللاعبين المحتملين وتحديد مدى تناسبهم مع أسلوب لعبه، وبالتالي من الطبيعي أن يتم إختيار المدرب قبل اللاعبين، لتكون الخطوة الأولى، ثم يتم إختيار اللاعبين بناءً على رؤيته، وهذا مايضمن أن يكون للمدرب الكلمة الفصل في إختيار اللاعبين الذين يتناسبون مع أسلوب لعبه وخططه التكتيكية، مع تجنب تدخل الإدارة في الجانب الفني، الذي قد يحد من صلاحيات المدرب ويؤثر على أداء الفريق.
غير أن ماتمت ملاحظته في السنوات الأخيرة ، أن عديد الأندية الجزائرية سجلت إخفاقات متعددة سواء على مستوى إختيار المدربين أو إنتداب اللاعبين ، فتقييم مستوى اللاعب المنتدب وفشله في الإندماج مع الفريق ومع فكر المدرب ، لا يعود بالأساس إلى قيمة اللاعب بقدر ما هي مشكلة سوء إختيار، وسوء توظيف ، فأغلبية الفرق تكون دائما في حاجة أكيدة إلى إنتدابات مدروسة وموجهة وفق الحاجيات التي تقتضيها الضرورة الفنية لكل فريق، غير أن العشوائية في طريقة اختيار وانتداب اللاعبين،و التوظيف من قبل المسؤولين عن الانتدابات هو السيء وفيه الكثير من الاعتباطية، كما انه من الصعب على المدرب أو الإطار الفني ان يحقق نتائج إيجابية بلاعبين لا يتماشون مع طريقته، ولم يشرف على عملية انتدابهم حتى يكون بإمكانه تطبيق خططه الفنية، و هو مايؤكده مدرب مانشستر يونايتد “روبن أموريم ” الذي يرى أن أي لاعب لا يمكن إنتدابه إلا بقرار مشترك بين المدرب والإدارة حيث يشير قائلا : “لدينا قاعدة تقول إن اختيار اللاعبين لا يكون إلا من قِبل المدرب وحده، لا يأتي أي لاعب إلى هنا دون موافقتي،
نقوم بكل ذلك من أجل تحسين عملية التعاقدات. بالنسبة لي، الأهم في التعاقدات هو معرفة كيف سنلعب، إذا كانت لديك فكرة واضحة عن أسلوب لعبك، يمكنك تحديد اللاعبين المناسبين بدقة”.
غير أن المتمعن في واقع بعض الأندية الجزائرية،وفي ظل تواجد مسيرون يديرون فرقهم بعقلية الهواة، يجعل هذه الفرق تفتقر إلى “فلسفة لعب واضحة أو مشروع رياضي محدد ، بل أن بعض المدربين أنفسهم لا يمتلكون رؤية أو استراتيجية لعب معينة، وهو ما يجعل من الصعب تحديد الخصائص والبروفيلات التي يحتاجها اللاعبون لتقديم إضافة حقيقية للفريق، كما أن معظم الفرق تفتقر إلى مختصين في مجال الإنتدابات، و في إنتظار إنتداب المدرب الذي سيتولى خطة المشرف الفني العام للفريق ، يتولى المسؤولين على الأندية الإشراف على عمليات التعاقد في الأندية، وهم لا يمتلكون المعرفة الكافية بكرة القدم الحديثة، وهو مايدفعهم إلى الإعتماد على وساطات أو أشخاص غير متخصصين في عمليات الانتدابات، مما يؤدي إلى نتائج غير مرضية، زد على ذلك ، أن الكثير من الأندية المحلية تقوم بالإنتداب من أجل الإستقدام فقط، أو لمجرد إسكات الأنصار وذر الرماد في العيون ، حتى قبل التعاقد مع المدرب ، متناسين دور الإطار الفني ودوره في التركيز على القيمة الحقيقية للاعبين وقدرتهم على التأقلم مع الفريق، وليس فقط الأسماء الكبيرة أو الشهرة على وسائل التواصل الاجتماعي،
ختاما ما يمكن إستخلاصه أنه وجب على إدارات الأندية الجزائرية تغيير هذه الطريقة في التعامل ، عليها إنتداب المدرب أولا و منحه فرصة إختيار اللاعبين والمشاركة في عملية الإنتدابات لانه هو الذي يستطيع تحديد حاجته وليس العكس ، وعلى الإدارات ان تتحلى بالتخطيط والمسئولية، فغياب الفلسفة الرياضية، وإهدار الأموال هي تحديات يجب مواجهتها لضمان مستقبل أفضل لكرة القدم الجزائرية.
إنطلق نادي وفاق سطيف للإستعداد للموسم المقبل 2025-2026 الذي يسعى من خلاله لتضميد جراح الموسم…
يخوض المنتخب الوطني الجزائري للسيدات، مساء اليوم الأحد 29 جوان 2025، مباراة ودية قوية أمام…
مع إقتراب موعد الدور النهائي لكأس الجمهورية ، واصلت عناصر شباب بلوزداد تحضيراتهم، مع دخولهم…
تواصل إدارة النادي الرياضي القسنطيني، تحركاتها الحثيثة للحفاظ على الركائز الأساسية للفريق المنتهية عقودهم، فبعدما…
تحدث الحارس الدولي الإيرلندي السابق، شاي غيفن، عن التأثير الكبير للنجم الجزائري ريان آيت نوري…
يواصل المنتخب الوطني الجزائري للسيدات استعداداته المكثفة تحسبًا للمشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025،…
This website uses cookies.