حينما أطلق المدرب فلاديمير بيتكوفيتش أول تصريح له عقب إعلان القرعة، كانت كلماته واقعية: “المجموعة ليست سهلة.” هيا كلمات، لا تعكس فقط تواضع المدرب، بل تشير إلى قراءة دقيقة لواقع منتخب الجزائر في الوقت الراهن. إذا كانت الأسماء في كرة القدم تعبر عن مكانة تاريخية، فإن ما يحدث على الأرض هو ما يسجل في النهاية.
بوركينا فاسو: تاريخ من التوازن بين القمة والقاع
وبداية، تقترب الجزائر من بوركينا فاسو في هذه البطولة وكأن التاريخ يعيد نفسه في مشهد مشبع بالذكريات. سبع انتصارات للجزائر، ست هزائم، وستة تعادلات، هو سجل من المواجهات التي لم تشهد استقرارا في ميزان القوى. هذا التناقض يكشف عن حقيقة جوهرية في كرة القدم الإفريقية: الأسماء لا تضمن الهيمنة في الملعب. في كأس إفريقيا السابقة،بكوت ديفوار كان المنتخب الجزائري يطمح إلى بلوغ أبعد مدى، لكن بوركينا فاسو كانت في الموعد، حيث تأهلت من نفس المجموعة التي ضمت الجزائر، بينما خرج “محاربو الصحراء” من الباب الخلفي ومن الدور الاول.
أما في النسخة التي سبقتها، في الكاميرون فقد قدمت بوركينا فاسو ما يمكن وصفه بالإنجاز الكبير، حين وصلت إلى نصف النهائي، بينما كانت الجزائر تودع البطولة من الدور الأول. وفي مشهد مشابه في تصفيات كأس العالم، لم يكن تأهل الجزائر على بوركينا فاسو لتواجه الكاميرون في المباراة الفاصلة أمرًا سهلا، بل جاء بعد تعادلين في مواجهات صعبة، وهي نتيجة لا تنم عن تفوق واضح. إذن، لا يمكننا أن نأخذ هذا المنتخب بنصف العين، بل يجب أن نتعامل معه كأحد أبرز التحديات.
غينيا الاستوائية : اللقب ليس دائما مقياسا للقوة
لكن الأمر لا يقتصر على بوركينا فاسو، فغينيا الاستوائية تأتي لتؤكد لنا الحقيقة ذاتها. المنتخب الذي يحمل اسم الجزائر، حامل اللقب الإفريقي في 2019، لا يعدو كونه مجرد رقم تاريخي في مواجهاته مع غينيا الاستوائية. فماذا تعني ثلاث مواجهات فقط، انتهت بفوز واحد، تعادل وهزيمة؟ لعل الحقيقة التي يهرب منها البعض هي أن غينيا الاستوائية قد سبق لها أن فازت على الجزائر في نسخة 2021 من البطولة، بل وتأهلت إلى ربع النهائي بينما خرجت الجزائر من الدور الأول في خيبة أمل مؤلمة.
وفي كأس إفريقيا الأخيرة، كانت الأمور أكثر مرارة؛ إذ تأهلت غينيا الاستوائية للدور الثاني، بينما الجزائر لم تجد من ملجأ سوى العودة إلى ديارها، بعد أداء لم يكن على مستوى التطلعات. لقد تعلمنا دروسا قاسية من هذه المواجهات: في كرة القدم، لا يمكن لأي تاريخ أو سمعة أن تحميك من الإخفاق إذا لم تكن قد أعددت نفسك بما يكفي.
السودان: هيبة الأسماء لا تكفي أمام الجدية
في السياق نفسه، يأتي المنتخب السوداني ليؤكد أننا أمام واقع قد يفرض نفسه على المنتخب الجزائري. فعدد الانتصارات على السودان ليس كبيرًا: ثلاث مرات فقط لصالح الجزائر، مع تعادلين وهزيمة واحدة. هذا يعني أن السودان قد عرف كيف يتعامل مع الجزائر، سواء داخل أرضه أو خارجها. ورغم أن الجزائر تملك من الإنجازات ما يفوق بكثير، إلا أن السودان كان في أكثر من مناسبة سببا لإزعاج الجزائر. قد يبدو ذلك مفاجئا للبعض، لكن في عالم كرة القدم الإفريقية، ليس هناك ضمانات. ولنا في موريتانيا احسن مثال
واقعية بيتكوفيتش: بين الطموحات والتحديات
ماذا يعني كل هذا؟ ببساطة، أن تصريحات بيتكوفيتش التي حملت في طياتها الحذر والواقعية هي قراءة
مبنية على أساس واقعي . الجزائر قد تكون في مصاف كبار القارة، لكن الوضع الراهن لا يسمح لها بالتراخي. هزائم الماضي وخلل الأداء في البطولات الأخيرة لا يُنكران، ومن ثم فإن التعامل مع هذه المجموعة بواقعية هو أقرب ما يكون إلى الحقيقة.
ماذا ينتظر الجزائر؟
إذن، الجزائر في مواجهة تحديات ضخمة. ليست القارة ولا المنافسون الذين يواجهون الجزائر، بل تلك الصورة التي شكلتها السنين الماضية والتي تحتاج إلى مراجعة شاملة. بوركينا فاسو، غينيا الاستوائية، السودان كلهم ليسوا خصوما عابرين، بل فرق قادرة على قلب الموازين إذا لم يتم التعامل معها بحذر.
“في النهاية، لا تقاس العظمة في كرة القدم بالألقاب الماضية، بل بالقدرة على التكيف مع تحديات الحاضر وصناعة المجد من جديد. وهذا ماسيفعلة ابناء الجزائر بقلب من حديد لتحيا الجزائر “
أفادت تقارير إعلامية أن اللاعب الدولي الجزائري سفيان فيغولي لن ينضم إلى صفوف شبيبة القبائل…
أعرب مدرب المنتخب الوطني لكرة اليد، فاروق دهيلي، عن أسفه لعدم تمكن الفريق من التأهل…
في خطوة جديدة تؤكد التزامها بدعم كرة القدم الجزائرية، أعلنت شركة أوريدو عن توقيع عقد…
في خطوة مفاجئة، أفادت مصادر مقربة من النادي البلوزدادي عن رغبة معاذ حداد في فسخ…
أكد نادي بوروسيا دورتموند، تعاقده مع المدرب الكرواتي نيكو كوفاتش إلى غاية جوان 2026. وسيكون…
في إطار التحضيرات للنهائي المرتقب لكأس السوبر، أعلنت إدارة نادي مولودية الجزائر عن تنظيم حدث…
This website uses cookies.