في لحظة امتزجت فيها مشاعر الحزن بالاعتزاز، بادرت إدارة نادي سانت إيتيان الفرنسي بتكريم خاص للراحل رشيد مخلوفي، أحد أعظم أساطير النادي، قبل انطلاق مباراتها أمام مونبلييه. جاء هذا التكريم تقديرًا لمسيرة مخلوفي الحافلة داخل وخارج المستطيل الأخضر، والتي جعلته رمزًا خالدًا في قلوب الجماهير الفرنسية والجزائرية على حد سواء.
رشيد مخلوفي، الذي وافته المنية عن عمر ناهز 88 عامًا، ليس مجرد لاعب كرة قدم عابر في تاريخ سانت إيتيان، بل هو أحد أعمدة هذا النادي الذي مثله في فترتين مميزتين. انضم إلى الفريق في عام 1954، وحقق معه عدة ألقاب وكتب اسمه بأحرف من ذهب في سجلات الكرة الفرنسية. بعد تجربة قصيرة مع نادي سيرفت جنيف السويسري عام 1962، عاد مخلوفي إلى سانت إيتيان ليكمل فصلاً آخر من الإبداع امتد لستة مواسم، قبل أن يختتم مسيرته الكروية في نادي باستيا الفرنسي.
تكريم إدارة سانت إيتيان لمخلوفي لم يكن مجرد لفتة رمزية، بل يعكس المكانة الكبيرة التي يحتلها اللاعب في تاريخ النادي. إلى جانب أرقامه القياسية وأهدافه الحاسمة، كان مخلوفي مثالًا للاعب الشجاع الذي ترك كل شيء خلفه في ذروة مسيرته الكروية، عندما انضم إلى فريق جبهة التحرير الوطني في عام 1958 لنقل رسالة الثورة الجزائرية إلى العالم من خلال كرة القدم.
وقد تجسد هذا التكريم الرمزي من قبل النادي في لحظة مؤثرة، حيث تم تقديم لوحة تذكارية تحمل صورة مخلوفي للاحتفاء بمسيرته العطرة.
لحظة الوقوف لتكريمه في الملعب ، كانت رسالة حب ووفاء من سانت إيتيان تجاه لاعب تجاوز حدود كرة القدم ليصبح رمزًا إنسانيًا . رشيد مخلوفي سيبقى اسمًا خالدًا في قلوب الجزائريين والفرنسيين .