في طريقها نحو أكبر حدث كروي في العالم، تظل بعض المنتخبات متمسكة بالأمل الأخير، المتمثل في الملحق العالمي، الذي يمنح فرصة استثنائية للانضمام إلى كأس العالم 2026. هذه البطولة المصغّرة، التي تجمع ستة منتخبات من قارات مختلفة، تعد من أكثر مراحل التصفيات إثارة، إذ تختزل أحلام المشاركين في مباراة أو مباراتين فقط، حيث يمثل الفوز فيهما بطاقة العبور المباشر إلى المونديال.
تقام البطولة خلال فترة التوقف الدولي بين 23 و31 مارس 2026، ويعتمد نظامها بشكل رئيسي على ترتيب المنتخبات في التصنيف العالمي. تدخل أربعة منتخبات مباشرة إلى نصف النهائي، بينما ينتظر المنتخبان الأعلى تصنيفا منافسيهما في المباراة النهائية، لتصبح المرحلة الأخيرة أكثر حسما وسرعة نحو التأهل.
مع اقتراب نهاية التصفيات في آسيا وأفريقيا وأمريكا الشمالية، بدأت ملامح الملحق العالمي تتضح. ففي آسيا، انتهت مباراة الذهاب بين العراق والإمارات بالتعادل 1-1، على أن تقام مباراة الإياب يوم الثلاثاء المقبل في مدينة البصرة العراقية، لتحديد ممثل القارة في الملحق.
من أوقيانوسيا، حجزت كاليدونيا الجديدة مكانها، بينما تمثل بوليفيا أمريكا الجنوبية، في حين تأتي جامايكا كممثل لمنطقة الكونكاكاف. ومع اكتمال معظم المقاعد، يبدو أن الدور نصف النهائي للملحق سيضم أربعة منتخبات هي العراق أو الإمارات، بالإضافة إلى كاليدونيا الجديدة وبوليفيا وجامايكا، على أن تحدد القرعة المواجهتين.
وفي أفريقيا، بلغت الإثارة ذروتها بعد ختام نصف نهائي الملحق القاري، حيث تأهلت نيجيريا بعد فوزها الكبير على الغابون 4-1، بينما خطفت الكونغو الديمقراطية بطاقة العبور إثر فوزها المثير على الكاميرون بهدف نظيف. وسيلعب النهائي القاري يوم الأحد المقبل، 16 نوفمبر، لتحديد هوية ممثل القارة السمراء في الملحق العالمي، مع أفضلية واضحة في التصنيف تمنح الفائز بطاقة الدخول مباشرة إلى النهائي.
وبحسب نظام البطولة، ستدخل المنتخبات الأعلى تصنيفا بين المتأهلين مباشرة إلى المباراة النهائية، وهما منتخب بنما والفائز من نهائي الملحق الأفريقي بين نيجيريا والكونغو الديمقراطية، بينما تتنافس الأربعة الأخرى في نصف النهائي على بطاقتي الوصول إلى المرحلة الختامية.
وفي نهاية هذه الرحلة القصيرة، سيحصل الفائزان في النهائي على آخر بطاقتين مؤهلتين لكأس العالم 2026، ليكتمل بذلك المشهد العالمي للنسخة الموسعة من البطولة، التي تعد الأكبر في تاريخ كأس العالم من حيث عدد المنتخبات المشاركة، مانحة الجماهير فرصة متابعة نسخة استثنائية من المونديال، مليئة بالإثارة والتشويق، حيث كل مباراة قد تغيّر مصير المنتخبات نحو حلم التأهل.

