في الدورة الأخيرة لتربص “كاف برو” الذي نظمته الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بالجزائر، كان المدير التقني لاتحادية السيشل، أسامة هارون، أحد الشخصيات البارزة الحاضرة. في حوار حصري مع “دزاير توب”، تحدث هارون عن مسيرته المهنية في عالم كرة القدم، وتجاربه التدريبية، بالإضافة إلى تقييمه لعمل الاتحادية الجزائرية ورئيسها وليد صادي.
من هو أسامة هارون؟
أسامة هارون، مدرب ومدير تقني ذو خلفية متنوعة في عالم كرة القدم، ولد في ولاية البلدية في منطقة بوفاريك. رغم مسيرته المتواضعة كلاعب، إلا أنه ترك بصمة في مجاله، حيث عمل في التدريب والادارة الفنية واهتم بشكل خاص بتطوير الفئات الناشئة. هارون أكد أنه يفضل العمل على تنشئة اللاعبين، وهو ما دفعه للانتقال إلى السيشل، حيث قبِل التحدي رغم تجاربه السابقة في كولومبيا وتركيا.
كيف تلقيت العرض من اتحادية السيشل؟
كانت تجربتي في السيشل نقطة تحول كبيرة في مسيرتي. أحببت التحديات وكان لدي دائمًا رغبة في العمل مع الاتحادات المتواضعة التي تحتاج إلى تطوير. في فرنسا، كنت أصغر مدرب يدرب في الدوري الوطني الثاني، مما ساعدني على التطور بسرعة، رغم التحديات التي واجهتها. وبعد فترة، انتقلت للعمل في السيشل، وهو بلد ذو إمكانيات محدودة، لكنه منحني الفرصة لتحقيق نجاحات كبيرة في ظل الظروف الصعبة.
هل تفكر في جلب لاعبين من السيشل إلى الجزائر؟
نعم، لدي أربعة لاعبين من السيشل يمكنهم الانضمام إلى الأندية الجزائرية، لكن هناك تحديات ثقافية واجتماعية في عملية الانتقال. الحياة في السيشل مختلفة بشكل جذري عن الجزائر، مما يجعل من الصعب على اللاعب التأقلم بسرعة. ومع ذلك، إذا كان هناك نادٍ جزائري يمكنه منح هؤلاء اللاعبين الوقت الكافي للتكيف، فإنهم سيكونون صفقة رائعة.
تجربتك في دورة “كاف برو” بالجزائر
تربص “كاف برو” في الجزائر كان حدثًا استثنائيًا بالنسبة لي، وأنا ممتن للاتحادية الجزائرية على حسن الاستقبال والتسهيلات التي قدمتها لي. كما أشيد بعمل رئيس الفاف، وليد صادي، الذي بذل جهدًا كبيرًا في تحسين كرة القدم الجزائرية. أعتقد أن الجزائر اليوم بحاجة إلى التركيز على تطوير المدربين المحليين بدلاً من الاعتماد على المدربين الأجانب، فلدينا كفاءات عالية يمكنها أن تساهم في تحسين مستوى اللعبة.
هل تفكر في خوض تجربة مع الأندية الجزائرية؟
بكل صراحة، سيكون من دواعي سروري العمل في الجزائر، لكنني بحاجة إلى معرفة ما إذا كانت الأندية الجزائرية مستعدة لاستقبال شخص مثلي. كرة القدم في الجزائر تحتاج إلى وقت وجهد لبناء شيء طويل الأمد، وليس مجرد تحقيق نتائج سريعة ثم الانتقال إلى مكان آخر. لذلك، إذا كانت الأندية قادرة على توفير بيئة مناسبة للمدربين لبناء مشاريع طويلة الأمد، فأنا على استعداد للمساهمة.
تقييمك لعمل الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش
أعتقد أن بيتكوفيتش قام بعمل جيد مع المنتخب الوطني الجزائري. النتائج كانت إيجابية خاصة بالنظر إلى الظروف التي تولى فيها القيادة. لم أتواصل شخصيًا مع المدرب، لكن من وجهة نظري كمدير تقني، أرى أن عمله يسير في الاتجاه الصحيح. كما أن رئيس الفاف وليد صادي قام بعمل مميز في دعم المنتخب وضمان استقرار الأوضاع داخل الاتحادية.
رؤية من الخارج لكرة القدم الجزائرية
من الخارج، أرى أن هناك تقدمًا ملحوظًا في كرة القدم الجزائرية، خاصة على مستوى الإدارة والقيادة. واعتقد أن صادي يركز بشكل كبير على استقرار الوضع وتطوير المشاريع المستقبلية. هناك أفكار جديدة قيد التنفيذ وأتمنى أن تواصل الجزائر هذه الخطوات نحو الأمام في تطوير كرة القدم.