في الأيام الأخيرة، شهدت العلاقة بين الاتحاد الجزائري لكرة القدم وبعض الأندية الأوروبية توتراً ملحوظاً، وذلك بسبب مساعي أندية فولفسبورغ الألماني ونيس الفرنسي لعدم إرسال لاعبيها الدوليين إلى معسكر المنتخب الجزائري. كانت هذه الأندية تسعى جاهدة لمنع كل من محمد الأمين عمورة وهشام بوداوي من الالتحاق بتشكيلة المنتخب الوطني بسبب وضعياتهم الصحية، وفقًا لما ذكرته التقارير.
بدأت الأحداث عندما حاول نادي فولفسبورغ الألماني، بمختلف الطرق، منع مهاجمه عمورة من المشاركة في أول جولتين من التصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا 2025، بحجة أنه عائد من الإصابة. الفريق الألماني رفض تزويد الاتحاد الجزائري بتفاصيل دقيقة عن وضعية اللاعب الصحية، في محاولة لتفادي إرسال دعوة رسمية لعمورة من قبل المدرب فلاديمير بيتكوفيتش.
لكن الاتحاد الجزائري لكرة القدم لم يقف مكتوف الأيدي، وأصر على حضور عمورة إلى الجزائر للخضوع للفحص الطبي من قبل الطاقم الطبي للمنتخب. بعد الفحص، تأكد أن اللاعب قد تعافى تمامًا من إصابته وأنه جاهز للمشاركة في المباريات، وهو ما أثار استياء نادي فولفسبورغ.
لم تتوقف التحديات التي واجهها الاتحاد الجزائري عند هذا الحد. نادي نيس الفرنسي، بدوره، حاول منع لاعبه هشام بوداوي من السفر إلى الجزائر بحجة تعرضه لإصابة ستبعده عن الملاعب لعدة أسابيع. النادي الفرنسي نشر بيانًا رسميًا يعلن فيه إصابة بوداوي، على أمل تجنب تنقل اللاعب إلى معسكر الخضر.
ورغم هذه المحاولات، تمسك الاتحاد الجزائري بموقفه القوي، معتمدًا على تعليمات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، التي تفرض وضع اللاعبين الدوليين تحت تصرف منتخباتهم حتى وإن كانوا مصابين. نتيجة لذلك، اضطر كل من عمورة وبوداوي للسفر إلى الجزائر. وبعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة، تم تسريح بوداوي سريعًا للعودة إلى ناديه الفرنسي، بعدما تبين إصابته، بينما بقي عمورة مع المنتخب بعدما تأكدت جاهزيته للمشاركة.
هذه المواقف الصارمة من قبل الاتحاد الجزائري تعكس مدى حرصه على الحفاظ على حقوق المنتخب الوطني، والتأكيد على أهمية الالتزام بالقوانين الدولية التي تضع مصلحة المنتخبات الوطنية في المقام الأول.