يخوض فلاديمير بيتكوفيتش كأس أمم إفريقيا 2025 وهو يحمل أحد أبرز المعطيات في مسيرته التدريبية حيث لم يعرف الإقصاء من دور المجموعات في أي بطولة كبرى شارك فيها، ولم يذق طعم الخروج المبكر في كل المسابقات التي خاضها.
هذا الإنجاز ترسخ مع المنتخب السويسري في مواعيد ثقيلة، بدءًا من يورو 2016 عندما احتل المركز الثاني في مجموعة ضمت فرنسا ورومانيا وألبانيا، ثم مونديال 2018 حيث أنهى الدور الأول وصيفًا في مجموعة ضمت البرازيل وصربيا وكوستاريكا، وصولًا إلى دوري الأمم الأوروبية ويورو 2020 الذي شهد ذروته بإقصاء فرنسا من ثمن النهائي بركلات الترجيح. الاستمرارية في تجاوز الدور الأول لم تكن ظرفية بل نتيجة عمل منظم وقدرة على التعامل مع ضغط البدايات التي كثيرًا ما تربك المنتخبات.
في كل محطة من هذه المحطات، أكّد بيتكوفيتش قدرته على فرض الانضباط التكتيكي والتنظيم، وهو ما جعله يحافظ على سجل استثنائي في العبور من دور المجموعات. ففي 2019 بلغ مع سويسرا نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية في إنجاز لافت، قبل أن يصل إلى ذروة مسيرته الأوروبية في يورو 2020 ويصنع واحدة من أبرز مفاجآت البطولة بإقصاء المنتخب الفرنسي من ثمن النهائي بركلات الترجيح، وهو ما يعكس خبرته الكبيرة في التعامل مع المباريات الحاسمة والضغوط العالية.
هذا السجل يمنح بيتكوفيتش وزنًا خاصًا وهو يقود المنتخب الجزائري في مرحلة دقيقة من تاريخه القاري. الخضر يدخلون المنافسة وهم مثقلون بذكريات الإقصاء المبكر في النسختين السابقتين من كأس أمم إفريقيا، وهو ما جعل تجاوز دور المجموعات تحديًا نفسيًا قبل أن يكون فنيًا. هنا يظهر دور الناخب الوطني الذي تعود على حماية منتخباته من السقوط المبكر ووضعها دائمًا في المسار الصحيح منذ الجولات الأولى.
في كان 2025، لا يكتفي بيتكوفيتش بإدارة مرحلة انتقالية، بل يسعى إلى توظيف خبرته وإنجازه الشخصي لقطع الطريق أمام تكرار سيناريو الخروج المبكر وبناء الثقة خطوة بخطوة. بين طموح منتخب يسعى لتجاوز عقدته القارية وناخب وطني لم يعرف السقوط المبكر، تبقى الأنظار موجهة نحو قدرة بيتكوفيتش على قيادة الجزائر نحو أدوار متقدمة وفتح صفحة جديدة تعيد المنتخب إلى صورته الطبيعية في المنافسة الإفريقية.
