بعد قرار وزارة الشباب والرياضة والاتحادية الجزائرية لكرة القدم، إيقاف وتعليق جميع المنافسات الكروية والتظاهرات الرياضية تضامنا مع الشعب الفلسطيني الشقيق إلى إشعار لاحق، طُرحت العديد من التساؤلات حول مدى تأُثير القرار “رياضيا” على الأندية الوطنية من مُختلف الجوانب.
وستتوقف الأندية الجزائرية عن المنافسة الرسمية لفترة طويلة باحتساب التوقف الدولي التابع لتواريخ الـ “فيفا” لشهر أكتوبر وهو ما يجعل الابتعاد عن المنافسة الرسمية دون تحديد موعد انطلاقها من جديد يطرح العديد من التساؤلات حول إمكانية انهاء البطولة الوطنية للمحترف الأول والثاني وكذا أقسام الهواة في موعدها ومدى تأثيرها في الجانب الفني والتقني للأندية الجزائرية على غرار شباب بلوزداد واتحاد العاصمة المُشاركان في المنافسات القارية، البطولة الوطنية وكأس الجزائر.
وخاضت معظم أندية القسم الأول 4 جولات لحد الآن مع تسجيل بعض اللقاءات المتأخرة، وهذا ما يدعوا إلى التساؤل حول مدى تأثر الفرق من فترة التوقف طويلة المدة، خاصة أنّ تعليق المنافسات يبقى مفتوحا دون تحديد موعد استئناف البطولة من جديد.
وبالنظر إلى الظروف الراهنة، التي استلزمت إيقاف جميع مظاهر الاحتفال والتنافس الرياضي تزامنا مع ما يعيشه الشعب الفلسطيني الشقيق من هجمات وغارات العدو الصهيوني، سيكون موعد نهاية البطولة في موعدها المُفترض على المحك، دون احتساب تواريخ الاتحاد الدولي لكرة القدم المُقبلة وكذا احتمال تأجيل العديد من المباريات في المنافسة ذاتها، بسبب المُشاركة القارية لكل من نادي شباب بلوزداد في رابطة أبطال إفريقيا وكذا اتحاد العاصمة المشارك في كأس الكونفدرالية الإفريقية.
ورغم أن الاتحادية أجلت الجولة الخامسة بسبب الأحداث في فلسطين المحتلة، إلا أن كل النشاطات الرياضية في العالم العربي وحتى الفلسطيني بقيت على حالها، حيث واصلت كل البطولات المنافسة المحلية، خاصة العربية والإفريقية، وهو الذي يمنح أسبقية رياضية للفرق المشاركة في البطولات الإفريقية، عكس الفرق الجزائرية على غرار شباب بلوزداد وإتحاد العاصمة اللذان يشاركان في كأس رابطة أبطال إفريقيا وكأس الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم، أين سيكونان أمام مهمة صعبة للمنافسة على الأدوار الأولى بسبب التوقفات الكثيرة ونقص المنافسة والتناسق بين اللاعبين الجدد. وبعكس هذه الأندية التي مرت بفترة فراغ منذ بداية الموسم الجديد 2023-24، سيكون هذا التوقف -الذي سيدوم قرابة شهر كامل- بمثابة ضربة موجعة لتلك التي عرفت بداية ناجحة، وتتصدر حاليًا جدول الرابطة المحترفة الأولى، مثل فريقَي مولودية الجزائر واتحاد خنشلة، حيث قد يؤثر هذا التوقف في نتائجهما مستقبلا.
وعلى غرار الأندية، سيكون لاعبو البطولة في حاجة إلى شبه معجزة لحجز مكان لهم في قائمة المنتخب الوطني الجزائري خلال التربص القادم المقرر شهر نوفمبر المقبل، فبعض الأسماء المرشحة للعودة الى صفوف “الخضر”، وهو حال يوسف بلايلي وجمال الدين بلعمري اللذين بدآ الموسم بقوة مع فريق مولودية الجزائر، لكنهما سيعانيان في هذه المرحلة من نقص المنافسة.
وسيكون حاليًا من الصعب جدًا على بلايلي وبلعمري، وحتى حارس شباب بلوزداد رايس وهاب مبولحي، إقناع المدرب جمال بلماضي من أجل العودة إلى منتخب الجزائر، وذلك بسبب ابتعادهما عن أجواء المنافسة الرسمية.
يذكر أن قرار إيقاف البطولة الوطنية مازال ساري المفعول، وسيستمر -حسب ما ذكره مصدر مطلع لموقع”aljazairfoot” حتى اليوم العاشر من شهر نوفمبر القادم على أقل تقدير. في الأخير ستكون الاتحادية الجزائرية والرابطة الوطنية المحترفة لكرة القدم، أمام امتحان صعب في تسيير المرحلة القادمة من البطولة المحترفة لكرة القدم، خاصة مع التوقفات المرتقبة بسبب تواريخ الفيفا، وكذا اقتراب موعد كأس أمم إفريقيا بكوت ديفوار مطلع السنة المقبلة، في حين البطولة لعبت منها أربعة لقاءات فقط من مرحلة الذهاب.