تشهد فترة الانتقالات الصيفية الحالية ركودا واضحا في تحركات نجوم “الخضر” في القارة الأوروبية، حيث طغى التباطؤ على سوق انتقالاتهم وسط سيل من الأخبار والشائعات التي لم تجد طريقها بعد إلى التفعيل الرسمي. وعلى الرغم من الزخم الإعلامي المصاحب لعدد من الأسماء الجزائرية، إلا أن أغلب تلك الأنباء ظلت مجرد تكهنات لم تدعمها أي خطوات ملموسة على مستوى المفاوضات أو العقود.
وسط هذا الهدوء، برزت صفقتان فقط كإستثناءات واضحة إلى غاية اللحظة، الأولى تخص الظهير الأيسر ريان آيت نوري الذي انتقل من وولفرهامبتون إلى مانشستر سيتي في واحدة من أقوى صفقات الميركاتو بالنسبة للمحترفين الأفارقة والعرب”، والثانية هي انتقال الشاب إبراهيم مازة من نادي هيرتا برلين إلى باير ليفركوزن، وهاتان الصفقتان بقيتا الاستثناء الأبرز في مشهد يغلب عليه السكون.
في المقابل، فإن معظم الأسماء الجزائرية اللامعة في أوروبا مرشحة بنسبة كبيرة للبقاء مع أنديتها الحالية خلال الموسم المقبل، أو أمام مصير مجهول دون مؤشرات حقيقية على حدوث انتقالات وشيكة.
هشام بوداوي مثلا، يواصل تحضيراته مع نادي نيس الفرنسي الذي أعلن تمسكه به وأغلق الباب في وجه العروض، خاصة مع بقاء عقده ممتدا إلى غاية 2027. نفس الوضع ينطبق على زميله بدر الدين بوعناني الذي يرتبط بعقد طويل الأمد مع الفريق إلى غاية 2029، ويعد من الأوراق الأساسية في المشروع الرياضي للنادي خلال المرحلة القادمة.
أما رامي بن سبعيني، فقد أثير اسمه في الأيام الماضية ضمن اهتمامات نادي أولمبيك مارسيليا، غير أن المعطيات الحالية توحي ببقائه في بروسيا دورتموند، لا سيما في ظل غياب أي تعاقد من جانب النادي الألماني في مركزه، ما يعزز فرضية استمراره لموسم إضافي على الأقل. وفي حالة إسماعيل بن ناصر، فإن مارسيليا قرر عدم تفعيل بند شراء عقده من نادي ميلان، ما يفتح أمامه الباب للعودة إلى الفريق الإيطالي مجددًا في انتظار ما ستسفر عنه المفاوضات القادمة بشأن مستقبله.
ورغم أن بعض اللاعبين ما زالوا محل متابعة من أندية أخرى، كما هو حال حيماد عبدلي الذي وفقا لتقارير غير مؤكدة، يحظى باهتمام من ليدز يونايتد الإنجليزي، وأنيس حاج موسى الذي يتابعه نادي بنفيكا البرتغالي لخلافة دي ماريا، فإن كل هذه التحركات تبقى في إطار المراقبة والمحادثات المبدئية دون اتفاقات رسمية حتى الآن.
بناءً على كل هذه المؤشرات، فإن الميركاتو الصيفي لنجوم “الخضر” يبدو حد اللحضة أقل سخونة من المتوقع، وقد يكون بالنسبة للكثير من اللاعبين مرحلة للتركيز على الاستعداد البدني والفني للموسم الجديد بدل المغامرة بتغييرات غير محسوبة. وفي انتظار ما ستسفر عنه الأسابيع القادمة قبل غلق سوق الانتقالات، يبقى الجمهور الجزائري متشوقًا لرؤية صفقات جديدة تعزز من حضور المحترفين في البطولات الأوروبية الكبرى وتمنحهم فرصا أكبر للتألق في المواسم المقبلة.
