في فجر صباح يوم حزين…. الجزائر تفقدُ روحًا رابعة في فاجعة 5 جويلية التي هزّت البلاد وأبكت القلوب، اسم جديد يُضاف إلى سجل الحزن، اسمه “ماسي”، الشاب الذي لم يقاوم جراحه الثقيلة، فلحق بركب إخوته يونس، عثمان وياسين…. لم تكد العائلات تلتقط أنفاسها بعد وقع الكارثة، حتى جاء خبر الوفاة الرابعة ليعمّق الجرح ويؤكد أن الحادثة لم تكن مجرد سقطة عرضية، بل فاجعة وطنية بهوية كاملة ومشهد قاتم لا يمكن تبريره ولا تجاوزه.
ماسي لم يمت في حرب ولا في حادث مرور، بل في مدرجات ملعب يُفترض أن تكون مكانًا آمنًا للمواطِن، ساحة حبّ وتشجيع، لا مسرحًا للدماء. رحل تاركًا خلفه قلوبًا مفجوعة وأسئلة لا تزال دون جواب، فالشارع اليوم لا يبحث عن تعزية، بل عن حقيقة.
الجزائريون يعيشون اليوم صدمة جماعية، ووجعًا لم يُداوَ، بعد أن تحوّل ملعب منبرًا للموت، أربعة شباب، في عمر الزهور، دخلوا إلى المدرجات بحثًا عن متعة كرة القدم، فوجدوا أنفسهم يسألون، تُزفّ أجسادهم نحو المقابر.
الجماهير اليوم لم تعد تطالب فقط بالحقيقة، بل تطالب بالوقاية، بالتغيير، بالإصلاح الجذري، حتى لا يتحوّل حضور المباريات إلى مخاطرة، ولا تصبح كرة القدم نشاطًا مهددًا للحياة.
ماسي، كغيره من الضحايا، لم يخرج للشغب، لم يعتدِ، لم يُخرِب. بل حضر بثقة، بصوت، بعلم، بحلم صغير أن يرى فريقه يفوز. لكنه لم يرجع. هذه الحقيقة الصادمة هي التي تجعل من هذه الفاجعة نقطة تحوّل فاصلة، إمّا نحو يقظة وطنية تضع السلامة في أعلى سلم الأولويات، أو نحو تكرار كارثي قد يكلّف أرواحًا جديدة.
لا يجب أن يُنسى ماسي، ولا يجب أن يُختصر في منشور تأبيني على مواقع التواصل. روحه أمانة، وصورته تذكرة، واسمه صار صرخة. ماسي هو ابننا جميعًا.
رحم الله ماسي، ورحم إخوته الذين سبقوه، وجعل من هذه الفاجعة بداية لصحوة، لا مجرد قصة تُروى ثم تُنسى.