يعيش لاعب وسط المنتخب الوطني، إسماعيل بن ناصر، واحدة من أسوء فتراته في مسيرته الاحترافية على الاطلاق، حيث لم يكن يتوقع اشد المتشائمين أن يعيش لاعب الخضر وضعية مماثلة في الميركاتو الصيفي الجاري، حيث تحول في ظرف زمني قصير من أحد أفضل لاعبي الوسط في افريقيا والمحرك الرئيسي لفريق أي سي ميلان الايطالي، إلى لاعب غير مرغوب فيه لدى كل الأندية حتى التي كانت تحلم بضمه بالأمس القريب باتت محجمة عن التعاقد معه، وهذا بفعل شبح الاصابات المتكررة التي تعرض لها الدولي الجزائري خلال اخر موسمين، والتي باتت تهدد حتى مستقبله مع المنتخب الوطني الجزائري، لاسيما أن معاناته وتراجع مستواه تزامن مع التألق الكبير لأحمد قندوسي والذي بات ركيزة اساسية في تشكيلة المدرب فلاديمير بيتكوفيتش، والذي كان وراء فكرة احترافه مع نادي لوغانو السويسري هذا الصيف.
معاناته مع الاصابات انطلقت منذ 27 شهرا كاملا المعاناة الكبيرة لاسماعيل بن ناصر، بدأت في شهر مارس 2023، حين تعرض لإصابة خطيرة على مستوى الركبة والتي حرمته من اللعب لفترة بلغت 9 أشهر كاملة، وعودته إلى المنافسة تزامنت مع خوض المنتخب الوطني لكأس أمم إفريقيا 2024 بكوت ديفوار، فرغم أنه لم يخض سوى مباراتين فقط مع ناديه ميلان الايطالي وشارك فيهما بديلا مكتفيا ببعض الدقائق، إلا أن الناخب الوطني السابق جمال بلماضي، أصر على اصطحابه معه الى كأس إفريقيا، وأكثر من ذلك غامر بإشراكه أساسيا في المباراة الأولى أمام أنغولا، وهي المشاركة التي كانت عواقبها وخيمة على بن ناصر، حين أصيب مجددا ليجد نفسه مجبرا على الغياب عن الميادين لفترة اخرى، وهو ما اعاقه كثيرا في استعادة امكاناته البدنية والفنية وتسبب في خساراته لمكانته مع النادي الايطالي.
فشله في اقناع مدرب مارسيليا زاد من تعقيد وضعيته
سوء حظ اسماعيل بن ناصر ومعاناته الطويلة مع الاصابات، تواصل من خلال اصابته مجددا على مستوى الكاحل في تربص المنتخب الوطني الجزائري شهر سبتمبر الماضي، وقتها الدوري الايطالي كان على وشك الانطلاق، وهذه الاصابة الثالثة اجبرت بن ناصر على الابتعاد عن الميادين لفترة أربع اشهر كاملة، حيث تنقل مجددا اغلى مركز “أسبيتار” في قطر اين خضع لعملية جراحية وفترة اعادة التأهل، ومباشرة بعد عودته الى المنافسة قامت ادارة ميلان باعارته الى نادي اولمبيك مارسيليا الفرنسي، والتي كانت بمثابة نقطة انطلاق جديدة لنجم ” الخضر”، إلا أنه عانى مجددا من اصابة اخرى غاب بسببها عن بعض المباريات، ورغم شفائه السريع منها إلى أن المدرب الايطالي ” دي زيربي” كان دائما يكتفي باشراكه في شوط واحد، قبل أن يخبر ادارة “لوام” في نهاية الموسم بأنه ليس في حاجة الى اللاعب خلال الموسم المقبل، وهو ما شكل صدمة حقيقية بالنسبة لبن ناصر، لاسيما أن إدارة ميلان قامت بسحب منه القميص رقم 4 ولم تدرجه ضمن قائمة الفريق المشارك في المعسكر الاعدادي تحسبا للموسم الجديد، مغلقة بذلك الباب في وجه عودته الى قلعة ” الروسونيري”، ليجد لاعب الخضر نفسه في وضعية لا يحسد عليها، لاسيما أنه لا يملك عروضا جدية من قبل اندية اوروبية لضمه هذا الصيف، خاصة أنه انهى الموسم باصابة جديدة والتي تلقاها في مباراة المنتخب الوطني أمام السويد، والتي اجبرته على السفر سريعا الى قطر للخضوع لبرنامج علاجي مكثف حتى يكون جاهزا لانطلاق الموسم الجديد.
هل سيكون دوري روشن منفذ نجاة لـ بن ناصر ؟
وأمام الوضعية الحالة التي يعيشها لاعب المنتخب الوطني اسماعيل بن ناصر، وعدم توقيعه مع أي نادي جديد في اوروبا، لم يتبقى أمامه سوى خيار اللعب في احدى الدوريات الخليجية، والوجهة الافضل دون شك ستكون دوري روشن السعودي الذي يشهد طفرة كبيرة، ويضم عدد كبير من النجوم العالميين، حيث تحدثت مواقع اعلامية ايطالية عن وجود اهتمام من قبل المدرب السابق لانتر ميلان، اينزاغي بضم بن ناصر الى فريقه الجديد الهلال السعودي، غير أن هذا الاهتمام لم يتجسد الى عرض رسمي الى حد الساعة، لاسيما أن نادي اتحاد جدة الذي كان مهتم ببن ناصر الشتاء الماضي، لم يبدي أي رغبة في ضمه هذا الصيف، وهو ما يبقى مستقبل نجم “الخضر” وأحسن لاعب في كاس افريقيا 2019 غامضا ومبهما.