باشرت إدارة مولودية الجزائر التحضير للموسم الكروي الجديد بشكل مبكر، في خطوة تهدف لتفادي أخطاء المواسم الماضية، خاصة على مستوى التخطيط الفني والإداري. فبعد موسم ناجح تُوّج فيه الفريق بلقبي البطولة الوطنية وكأس السوبر، تتجه الإدارة بقيادة محمد حكيم حاج رجم إلى رفع سقف الطموحات، وتوجيه الجهود نحو العودة القوية على الساحة القارية، بحثا عن النجمة الإفريقية الثانية.
وفي هذا الإطار، تسعى إدارة سوناطراك إلى ضبط الخطوط العريضة للموسم المقبل، حيث يرتقب عقد اجتماع مهم هذا الأحد لمناقشة مختلف الجوانب المتعلقة بالتحضيرات، سواء من ناحية اختيار الطاقم الفني الجديد، أو موعد ومكان التربص الصيفي، بالإضافة إلى ملفات التمويل والتدعيمات البشرية.
المدرب التونسي خالد بن يحيى، الذي قاد المولودية إلى منصة التتويج بعد موسم شبه مثالي، قرر إنهاء تجربته مع “العميد”، وغادر من الباب الواسع محاطا باحترام الجماهير والمسؤولين، بعد أن قدّم حصيلة إيجابية جدا شملت التتويج بلقبين محليين وبلوغ ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا، قبل الإقصاء بصعوبة أمام أورلاندو بيراتس الجنوب إفريقي.
وبخصوص خليفته المحتمل، من المنتظر أن يُطرح اسم المدرب الفرنسي باتريس كارتيرون بقوة خلال اجتماع الغد، كأحد أبرز الأسماء المرشحة لتولي تدريب “الشناوة”. حيث يعد كارتيرون من المدربين ذوي الخبرة في الساحة الإفريقية، إذ سبق له التتويج بـدوري أبطال إفريقيا مع تي بي مازيمبي عام 2015، وكأس السوبر الإفريقي مع الرجاء المغربي والزمالك المصري، كما خاض نهائيات قارية مع الأهلي ومازيمبي. غير أن كارتيرون ليس الاسم الوحيد المطروح، حيث يرتقب أن يعرض في الاجتماع عدد من السير الذاتية لمدربين آخرين، لاختيار الأنسب والأقدر على قيادة الفريق نحو الأهداف المسطرة.
من جهة أخرى، تعمل الإدارة على مراجعة التعداد الحالي، من خلال تقييم وضعية اللاعبين العائدين من الإعارة على غرار ديلور، قلالش وبوزكري، بالإضافة إلى حسم مستقبل بعض العناصر التي لا تدخل ضمن مخطط الموسم الجديد، مثل مزياني، باجو وواتارا. كما تُدرس بعض الأسماء الجديدة لتدعيم التشكيلة، على أن تكون الانتدابات مدروسة وفعّالة لتقديم الإضافة المرجوة.
إلى جانب ذلك، سيحظى ملف التكوين القاعدي باهتمام خاص، حيث تخطط الإدارة لإعادة هيكلة الفئات الشبانية بما يتماشى مع متطلبات المرحلة المقبلة، من خلال تعيين مدير فني جديد يتولى الإشراف على مشروع بناء قاعدة صلبة للفريق الأول.
وفي ظل الرغبة الواضحة في تصحيح الأخطاء الماضية، تسير المولودية بخطى ثابتة نحو الدخول في الموسم الجديد بوجه مغاير وطموح أكبر. الفريق الذي أعاد البسمة لأنصاره، يأمل في مواصلة التألق وفرض اسمه بقوة على الساحة القارية، بهدف استعادة أمجاد الماضي وتحقيق التاج الإفريقي الغائب منذ سنوات.
