شهد موسم 2024–2025 لفريق مولودية الجزائر تميزًا كبيرًا على الصعيد الرياضي، بعدما توج الفريق بلقب الدوري الجزائري المحترف بكل جدارة، مؤكدًا عودته القوية إلى الواجهة المحلية، بفضل الأداء المميز للاعبين والانضباط التكتيكي للجهاز الفني بقيادة المدرب جوزيف زينباور.
لكن فرحة الأنصار بالتتويج لم تكتمل، إذ طغى الحزن والأسى على مدرجات “العميد” بسبب سلسلة من الحوادث الأليمة التي أودت بحياة ثلاثة من خيرة مشجعي الفريق، في محطات مختلفة من الموسم، ما جعل من هذا الموسم موسمًا استثنائيًا، محفورًا في ذاكرة الأنصار بالفرح والدموع معًا.
البداية الأليمة: وفاة وليد بوعزيز
في سبتمبر 2024، صُدم الشارع الرياضي الجزائري بخبر وفاة المناصر الشاب وليد بوعزيز، الذي توفي إثر سقوطه من مدرجات ملعب “علي عمار” بدويرة، قبيل انطلاق مباراة مولودية الجزائر أمام الاتحاد المنستيري. كانت الحادثة مؤثرة جدًا، وأحدثت صدمة في صفوف الأنصار، خاصة وأن وليد كان معروفًا بشغفه الكبير بالفريق.
سفيان رمضان… المأساة الثانية
لم تكد الجماهير تفيق من الصدمة الأولى، حتى عاشت المولودية مأساة ثانية، بعد وفاة المناصر سفيان رمضان، أحد أعضاء مجموعة “أولتراس غرين كورسرز”، في حادث دهس أليم بولاية المسيلة أثناء عودته من متابعة مباراة الفريق في بسكرة. الحادث خلف موجة حزن عارمة على مواقع التواصل وبين محبي العميد، وخلّف ألمًا كبيرًا وسط أفراد عائلته ورفاقه في الأولتراس.
يوسف أمغوزي… الوداع الأخير
وفي ختام الموسم، عاشت عائلة المولودية الفاجعة الثالثة، بعد وفاة المناصر الشاب يوسف أمغوزي، أحد أعضاء مجموعة “حب وعقلية”، إثر سقوط مميت من المدرجات خلال المباراة التي جمعت الفريق بنجم مقرة في ختام البطولة،
رغم التتويج… موسم لن يُنسى
سيبقى موسم 2024–2025 في ذاكرة أنصار مولودية الجزائر ليس فقط كلحظة تتويج طال انتظارها، بل أيضًا كصفحة حزينة فقدت فيها المدرجات ثلاثة من أوفى محبي النادي. وبين أفراح الألقاب وأحزان الفقد، أظهرت الجماهير معدنها الحقيقي، إذ لم تتخلَ عن حبها للفريق، مواصلة التشجيع بروح الوفاء لأولئك الذين غادروا مبكرًا، لكن سيبقون خالدين في قلوب الأنصار.