لم تكن إصابة الإيفواري روماريك واتارا مجرد أزمة عابرة في مسيرة لاعب، بل كانت ضربة موجعة لنادي مولودية الجزائر وجماهيره. بعد تعرضه لإصابة خطيرة في الأربطة المعاكسة خلال مباراة ضد اتحاد خنشلة في الجولة الـ25 من البطولة المحترفة، وجد واتارا نفسه في مواجهة واحدة من أصعب التحديات في مسيرته الكروية.
في حديثه مع الصفحة الرسمية للنادي، لم يُخفِ واتارا مدى صعوبة الموقف، قائلاً: “لم يكن خبر الابتعاد عن الميادين سهلاً بالنسبة لي”. ورغم قسوة الإصابة، بدت ملامح التحدي واضحة في كلماته، حيث أضاف: “شعرت بفراغ بسبب ابتعادي عن المجموعة، لكن سرعان ما تجاوزت الأمر”.
اللاعب، الذي يُعرف بتألقه في خط الهجوم، عبّر عن حماسه للعودة مجدداً إلى الملاعب، مشيراً إلى أنه سيعود خلال “أسبوعين أو ثلاث كأقصى تقدير”. عودة طال انتظارها من أنصار المولودية، خاصة وأن الفريق في أمسّ الحاجة إلى خدماته في ظل المنافسات المحلية والقارية.
واتارا لم ينس فضل زملائه في الفريق، مؤكداً أن أكثر من ساعده في التأقلم داخل الجزائر هو اللاعب محمد زوغرانا، قبل أن يمازح قائلاً: “نصفي أصبح جزائري (يضحك)”. هذه العبارة لم تكن مجرد مزحة عابرة، بل كانت رسالة تعكس عمق ارتباطه بالمولودية، الذي أصبح بمثابة بيته الثاني.
رغم الابتعاد عن الملاعب، لم ينس واتارا اللحظات المميزة التي عاشها بقميص المولودية، حيث استحضر أفضل ذكرياته في الموسم الماضي، قائلاً: “أفضل ذكرى تبقى المباراة التي توهجت فيها ضد النادي الرياضي القسنطيني”. ولم يقتصر الأمر على هذه المباراة، بل أشار أيضاً إلى أدائه الجيد أمام أتلتيك بارادو، موضحاً: “رغم أنني لم أسجل فيها، إلا أنني أحسست أنني قدمت مستوى جيد”.
هذه الذكريات ليست مجرد لحظات عابرة، بل هي وقود يدفعه لتقديم الأفضل عند عودته، خاصة مع الدعم الكبير الذي يتلقاه من أنصار النادي. واتارا لم يخفِ تأثره بحب الجماهير، قائلاً: “أنصار مولودية الجزائر يستحقون من جهتي هدفاً في كل مباراة على الأقل”.
وأضاف: “إنهم يبهروننا في كل مرة بتشجيعاتهم وتنقلاتهم خارج الديار. رسالتي إليهم أن يواصلوا دعمنا كما فعلوا دائماً”. في كلماته، بدا واضحاً التأثير العميق الذي تركته الجماهير في نفسه، وهو ما يعكس الروح القتالية التي يمتلكها واتارا.
رغم قسوة الغياب، يحمل واتارا رؤية واضحة للمستقبل، مشيراً إلى أهداف الفريق وطموحاته، حيث صرّح قائلاً: “هذا الموسم نطمح للتتويج بلقب على الأقل، ونعلم أن لدينا الكثير لنقدمه هذا الموسم”. لم يكن هذا الوعد موجهاً للإدارة فقط، بل هو تعهد علني أمام الجماهير التي لا تزال تنتظر عودته بفارغ الصبر.
ورغم الانتقادات التي تطال بعض الجوانب الفنية، أبدى واتارا إصراراً على التحسن وتقديم الأفضل، قائلاً: “رغم أن هناك نقائص من هذا الجانب، لكنني سأبقى إيجابياً وسأقدم كل ما لدي مثلما يطلب مني دائماً هنا، وهذا ما ينتظره الأنصار… الأهداف”.
يختتم واتارا حديثه بكلمات تعكس حجم اندماجه في ثقافة النادي وعلاقته بالجماهير، كاشفاً عن الأغنية التي حفظها عن ظهر قلب: “الأغنية التي حفظتها عن ظهر قلب هي أغنية أولترا حب وعقلية ‘أنا جيت'”. بهذه الكلمات، يظهر واتارا كواحد من اللاعبين القلائل الذين يدركون قيمة النادي بالنسبة لأنصاره، وهو ما سيجعل عودته إلى الميدان حدثاً منتظراً بفارغ الصبر.
كما قال روماريك واتارا : “أطمح لتسجيل هدف أو أكثر في كل مباراة لرد دين جماهير المولودية الشغوفة التي تدعمنا بكل قوة و تدفعنا نحو الأمام و سنسعى للتتويج بلقب على الأقل في نهاية الموسم”
في النهاية، يبقى الأمل معلقاً على عودة روماريك واتارا بمستواه المعهود، ليواصل كتابة قصته مع مولودية الجزائر، قصة بدأت بتألق كبير ولم تنتهِ بالإصابة. وبين ذكريات المجد وأحلام المستقبل، يعد واتارا جماهير المولودية بأن يكون في الموعد.
و الجدير بالذكر ان اللاعب الإيفواري قد عاد للتدريبات الجماعية إستعدادا لمواجهة الهلال السوداني