لطالما كانت مدينة وهران منبعًا للموهبة والتميز في كرة القدم الجزائرية، حيث أسهم أبناؤها بشكل بارز في النجاحات التي حققها “محاربو الصحراء” على المستويين القاري والدولي. يجمع المتابعون على أن أبناء هذه المدينة الساحلية يمتلكون إمكانات فنية خارقة وروحًا قتالية عالية ساعدتهم على ترك بصمة استثنائية مع المنتخب الوطني.
عبدالحفيظ تاسفاوت.. الهداف التاريخي السابق
عبدالحفيظ تاسفاوت، أحد أبرز أساطير الكرة الجزائرية، وُلد في وهران وتألق في بداية مسيرته مع مولودية وهران. نجح المهاجم في أن يصبح ثاني أفضل هداف في تاريخ المنتخب الوطني برصيد 36 هدفًا، وظل لفترة طويلة متربعًا على عرش الهدافين قبل أن يحطم إسلام سليماني رقمه.خلال مسيرته، حمل تاسفاوت آمال الجماهير الجزائرية على مدار سنوات طويلة، حيث مثّل الجزائر في العديد من المحافل الكبرى وترك بصمته بتسجيل أهداف حاسمة. كما خاض تجربة احترافية مميزة في فرنسا، مع ناديي غينغامب وأوكسير، ليؤكد مكانته كأحد أعظم المهاجمين في تاريخ الكرة الجزائرية.
يوسف بلايلي.. المهندس الحاسم
يوسف بلايلي، نجم آخر من أبناء وهران، يُعتبر من أبرز صناع الألعاب في تاريخ المنتخب الجزائري. لعب دورًا محوريًا في تتويج “محاربي الصحراء” بلقب كأس أمم أفريقيا 2019 وتحقيق سلسلة تاريخية من عدم الهزيمة استمرت 4 سنوات. بلايلي، الذي بدأ مسيرته مع مولودية وهران، شارك في 53 مباراة دولية سجل خلالها 9 أهداف وقدم 25 تمريرة حاسمة، مما جعله واحدًا من اللاعبين المؤثرين في الجيل الذهبي للكرة الجزائرية. وعلى الرغم من الجدل الذي أحاط بمسيرته، إلا أن موهبته وإبداعه الفني جعلاه أيقونة في قلوب عشاق المنتخب.
بغداد بونجاح.. قناص الألقاب
بغداد بونجاح، ثالث أفضل هداف في تاريخ المنتخب الجزائري برصيد 23 هدفًا، هو نجم آخر من وهران لمع نجمه على الصعيد الدولي. بونجاح كان أحد الركائز الأساسية للمنتخب المتوج بكأس أمم أفريقيا 2019 وكأس العرب 2021، حيث عرف بفعاليته الكبيرة أمام المرمى وشراسته داخل منطقة الجزاء.
بدأ بونجاح مشواره الكروي مع رائد شباب غرب وهران قبل أن ينتقل إلى اتحاد الحراش، ومن ثم انطلق في مسيرة احترافية ناجحة شملت تجارب في تونس وقطر، حيث تألق مع السد القطري وأثبت نفسه كواحد من أفضل المهاجمين العرب.
بفضل هؤلاء النجوم وغيرهم، تواصل مدينة وهران تعزيز مكانتها كمعقل للمواهب الكروية في الجزائر. إرث أبناء وهران يظل حاضرًا في تاريخ المنتخب، حيث أضافوا إليه ألقابًا وإنجازات ستظل محفورة في ذاكرة الجماهير. ورغم تغير الأجيال، تبقى المدينة منبعًا دائمًا للمواهب التي تستمر في تألقها على الساحة الوطنية والدولية.