يفتتح نادي مولودية الجزائر ظهر اليوم مشواره في دور المجموعات من دوري أبطال إفريقيا، بتنقل صعب إلى العاصمة الرواندية كيغالي لمواجهة الهلال السوداني.
وتمثل هذه المباراة أول اختبار حقيقي لأشبال رولاني موكوينا في أعرق المنافسات القارية، وفرصة مثالية لوضع الأسس لمسار إفريقي قوي طال انتظاره من قبل الأنصار.
فالعودة بنتيجة إيجابية، ولما لا تحقيق فوز خارج الديار، ستكون أفضل سيناريو ممكن قبل استقبال ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي، المنافس الأبرز في المجموعة الثالثة، يوم الجمعة المقبل بالدويرة.
فأي نتيجة إيجابية اليوم ستمنح الفريق دفعة معنوية كبيرة، وتفتح الباب أمام بداية واعدة في مسار إفريقي يحلم به الشناوة منذ سنوات طويلة.
تحسن خارج الديار… لكن العقدة مستمرة
رغم التحسن الواضح في أداء المولودية خارج الديار خلال النسخة الماضية، إلا أن الفريق ما يزال يعاني على الملاعب الإفريقية، حيث لم يتمكن هذا الموسم من تحقيق أي فوز خارج الجزائر في الدور التمهيدي رغم مواجهة فرق متواضعة قياسا بإمكانات العميد.
ففي ليبيريا، اكتفى رفاق عبداللاوي بنتيجة التعادل السلبي أمام فاسيل، رغم التوقعات التي رشّحت المولودية لتحقيق فوز مريح بالنظر إلى قوة الفريق وهيمنته المحلية، كونه بطل آخر نسختين من الدوري والمتصدر الحالي رغم أربع مباريات مؤجلة. وفي الكاميرون، تكرر السيناريو بتعادل 1-1 أمام كولومب، قبل أن يحسم العميد تأهله بصعوبة بعد تعادل جديد في الدويرة (0-0)، استفاد من خلاله من قاعدة الهدف خارج الديار التي ما تزال سارية في إفريقيا.
هذه النتائج تعكس واقعا واضحا: المولودية تطوّرت، لكنها ما تزال بعيدة عن مستوى يؤهلها لفرض شخصيتها خارج الديار.
إحصائيات ثقيلة… وفوز غائب منذ 2021
تعود آخر انتصارات المولودية خارج الديار في دوري أبطال إفريقيا إلى مارس 2021، حين فازت على تونغيث السنغالي 1-0، في أول انتصار خارجي للفريق بعد 42 سنة كاملة، إذ كان آخر فوز قبل ذلك على أهلي طرابلس سنة 1979 بنتيجة 2-1.
وعلى امتداد تاريخ مشاركاتها الإفريقية، حققت المولودية فقط أربعة انتصارات خارج ميدانها:
- ليو يونيون الكيني (1-0) سنة 1976
- أهلي طرابلس الليبي (2-1) سنة 1979
- وفاق سطيف (1-0) سنة 2018
- تونغيث السنغالي (1-0) سنة 2021
مع استثناء مباراة واتانغا الليبيري الموسم الماضي باعتبارها لعبت في الجزائر، واستثناء الفوز على وفاق سطيف لأنه لقاء جمع فريقين من نفس البلد، يصبح عدد الانتصارات الحقيقية للمولودية خارج الجزائر ثلاثة فقط، وهو رقم يجسّد حجم الصعوبات التي واجهها النادي في الأدغال الإفريقية عبر العقود.
بين ضغط الهلال وطموح العميد… ماذا يحدث اليوم؟
اليوم، يجد الهلال نفسه مضطرا لاستقبال المولودية على ملعب محايد، وهو عامل قد يخدم ممثل الجزائر لو عرف كيف يستغله بذكاء. في المقابل، يدخل العميد المباراة بطموح واضح…كسر سلسلة التعثرات خارج الديار، وتحقيق فوز يعيد الثقة ويمهد لمشوار إفريقي طال انتظاره.
فهل ينجح أشبال موكوينا في استثمار الظروف وكسر عقدة امتدت لسنوات طويلة؟
أم تتواصل معاناة المولودية خارج الديار رغم التطور الملحوظ محليا؟
الإجابة ستأتي من كيغالي… لكن المؤكد أن العميد يدخل هذا الامتحان وهو يدرك جيدا أن البداية القوية قد تغيّر كل شيء.

