أنيس حاج موسى، اللاعب الجزائري الذي تحول من صفقة وصفها البعض بالمغامرة إلى أحد أبرز نجوم فريق فينورد الهولندي، أصبح حديث الجميع بعد الأداء الرائع الذي قدمه في الأشهر الأولى من الموسم. حاج موسى، الذي انتقل الصيف الماضي إلى فينورد مقابل مبلغ متواضع لم يتجاوز 3.5 مليون يورو، أثبت سريعًا أن قيمته الحقيقية أكبر بكثير من هذا الرقم.
في أقل من عام، قفزت قيمته السوقية إلى 12 مليون يورو، وفقًا لموقع “ترانسفر ماركت”، مع توقعات بمزيد من الارتفاع بفضل الأداء الكبير الذي يقدمه في الدوري الهولندي ودوري أبطال أوروبا. دينيس تي كلوس، المدير الرياضي لنادي فينورد، اعترف في تصريحاته لصحيفة “تليغراف” الهولندية بأن النادي لم يكن يتوقع هذا التألق السريع من حاج موسى.
قال تي كلوس: “لأكون صادقاً، لم أكن أتوقع تماماً بأن يقدم حاج موسى مستويات كبيرة بشكل مباشر. عندما قمنا بضمه، كنا نضع في حساباتنا بأنه لن يكون قادراً على تقديم الإضافة سوى الموسم القادم في أحسن الأحوال، ولكن الواقع كان مغايراً”. وأضاف: “لقد نمى بشكل سريع جداً وأصبح لاعباً مهماً في الفريق، مما يجعل منه استثماراً رائعاً بالنسبة لنا”.
ما يجعل قصة حاج موسى أكثر إثارة هو أن فينورد كان قد استهدف ضم جناح أيمن آخر بقيمة أعلى بكثير، لكنه قرر في النهاية المراهنة على اللاعب الجزائري. هذه المراهنة أثبتت نجاحها، حيث أصبح حاج موسى لاعبًا حاسمًا في 8 مباريات من أصل 9 لعبها مع فينورد، مسجلاً 6 أهداف ومقدماً تمريرتين حاسمتين.
تي كلوس أوضح كيف ساعد النادي اللاعب على التأقلم بسرعة، خاصة من الناحية البدنية، حيث قال: “لقد ساعدناه من جميع الجوانب، وعملنا معه على الشق البدني تحديداً، واللاعب التزم بالقواعد التي وُضعت له. النتيجة كانت رائعة للجميع”.
هذا النجاح الذي يعيشه حاج موسى يعكس التزامه وتطوره السريع، ويثبت أن اللاعبين الجزائريين يملكون إمكانيات هائلة إذا ما توفرت لهم الظروف المناسبة. بفضل أدائه الرائع، أصبح حاج موسى ليس فقط أحد أعمدة فينورد، بل أيضًا نموذجًا للاعب الذي يستطيع تحقيق نجاحات كبيرة في أوروبا، مما يرفع سقف التوقعات لمستقبله سواء مع فريقه الحالي أو في انتقال محتمل إلى أحد الأندية الكبرى في القارة العجوز.