أثارت مشاركة اللاعب الجزائري الشاب إبراهيم مازا مع منتخب “الخضر” خلال التوقف الدولي الأخير ردود فعل متباينة، خاصة من الصحافة الألمانية، التي وجهت انتقادات لاذعة للمدرب فلاديمير بيتكوفيتش بسبب التعامل مع نجم هيرتا برلين. ورغم أن مازا (19 عامًا) لم يحظَ بدقائق لعب كبيرة في مواجهتي بوتسوانا وموزمبيق ضمن تصفيات كأس العالم 2026، إلا أن الصحيفة الألمانية “كيكر” رأت أن السفريات الطويلة والإرهاق الذي تعرض له اللاعب قد يؤثران على أدائه مع فريقه الألماني.
في الواقع، لم يكن مازا ضمن الخيارات الأساسية لبيتكوفيتش، حيث جلس على دكة البدلاء طوال مباراة بوتسوانا، قبل أن يشارك لعشر دقائق فقط في لقاء موزمبيق. هذا الأمر أثار تساؤلات حول جدوى استدعائه إذا لم يكن ضمن خطط المدرب الفعلية، خاصة مع المشقة البدنية التي تتطلبها الرحلات الطويلة بين القارات و الدول . ومع ذلك، يبقى من المنطقي أن بيتكوفيتش يهدف إلى دمج اللاعب الشاب تدريجيًا ضمن المجموعة، خاصة في ظل وجود منافسة قوية في خط الهجوم الجزائري، الذي يضم أسماء كبيرة مثل رياض محرز ومحمد عمورة وأمين غويري.
من جهة أخرى، لا يمكن إنكار أن مازا يمتلك موهبة واعدة، وهو ما أثبته مع هيرتا برلين في الدوري الألماني، حيث يعد من أبرز العناصر الشابة في الفريق. لكن الصحيفة الألمانية تساءلت عن مدى جاهزيته لمواجهة كارلسروه بعد عودته متأخرًا من المنتخب، مشيرة إلى أنه كان لا يزال في طريق العودة عندما كان زملاؤه يتدربون.
في النهاية، يبقى التعامل مع مثل هذه المواقف تحديًا للاعبين الشباب الذين يوازنون بين طموحاتهم الدولية والتزاماتهم النادوية. فبينما يسعى مازا إلى ترسيخ مكانته في المنتخب الجزائري، عليه أيضًا الحفاظ على مستواه مع هيرتا برلين، خاصة أن الصحافة والجمهور يتابعان أداءه عن كثب. التنسيق بين الجهات المعنية قد يكون الحل الأمثل لضمان عدم تأثر اللاعب نفسيًا أو بدنيًا، خاصة في رحلة طويلة مثل تصفيات كأس العالم.