الظاهر أن الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم “الكاف”، لم تهضم بعد الصفعة القاسية التي تلقتها من المحكمة الرياضية الدولية “التاس” والتي حكمت لصالح اتحاد العاصمة والاتحاد الجزائري لكرة القدم، في قضية نصف نهائي كأس “الكاف” الموسم الماضي وقميص نهضة بركان الذي كان يحتوي على خريطة وهمية ومغتصبة لأراضي دولة الصحراء الغربية الشقيقة.
وشرعت الكونفدرالية الافريقية في تصفية حساباتها من ممثل الجزائر اتحاد العاصمة على طريقتها الخاصة، وهذا ظهر جليا من خلال العقوبات المالية الغريبة والقاسية جدا التي فرضتها لجنة العقوبات التابعة لـ”الكاف” على الفريق الجزائري والتي وصلت إلى 300 ألف دولار، بسبب استعمال الجماهير للألعاب النارية خلال مواجهة الفريق أمام أسيك ميموزا في كوت ديفوار.
كما أبرزت “الكاف” في محضرها أن العقوبة جاءت استنادا على المادتين 82 و83 من قانون الانضباط، في وقت أن عقوبة انتهاك المادتين المذكورتين في غالب الأحيان كانت تتراوح بين 25 إلى 50 الف دولار في أسوء الأحوال، فإذا بـ “الكاف” قررت بشكل منفرد مضاعفة العقوبة على اتحاد العاصمة بصورة مجحفة تعكس أن الهيئة الكروية القارية لم تتقبل خسارتها لقضيتها مع النادي والاتحاد الجزائري لكرة القدم على مستوى “التاس”، والتي راسلت “الكاف” قبل أيام فقط ببيان تضمن 38 صفحة كاملة حذرت من خلاله من تكرار ارتداء اي قميص يحمل شعارات سياسية أو اراء بعيدة عن نطاق الرياضة وكرة القدم، وبالتلي نهاية قصة قميص الخريطة الوهمية نهائيا، فما كان على “الكاف” سوى رد الاعتبار لنفسها من خلال فرض عقوبة مالية مجحفة حقا على فريق اتحاد العاصمة مع توجيه له انذار شديد اللهجة بمضاعفة العقوبات أكثر وأكثر في حال تكرار أي تصرف في المباريات المقبلة، في وقت أن باقي الملاعب في القارة السمراء تشهد احداث اخطر بكثير وتتعدى القاء العاب نارية التي تعتبر تصرف احتفالي في المدرجات الجزائرية وليس عدوانيا، وهذا دون ان تقوم “الكاف” باستعراش عضلاتها أمام مرتكبي هذه الأفعال مثلما فعلته مع نادي اتحاد العاصمة.