لم يكن اختيار إسماعيل بن ناصر اللعب للمنتخب الجزائري مجرد صدفة، بل كان قرارًا نابعًا من القلب ومن قناعات راسخة، وهو ما أكده النجم الجزائري في تصريحاته الأخيرة التي عكست مدى حبه الكبير لقميص “الخضر” واعتزازه بالإنجازات التي حققها مع المنتخب.
“التأهل لكأس العالم والمشاركة فيه حلم الطفولة”، بهذه العبارة عبّر بن ناصر عن الحلم الذي يراوده منذ الصغر. هذا الحلم أصبح أقرب إلى التحقق بعد التألق الكبير للمنتخب الجزائري في السنوات الأخيرة، خاصة مع المردود الممتاز الذي يقدمه الخضر بقيادة فلاديمير بيتكوفيتش حيث يتصدر مجموعته في تصفيات كأس العالم 2026
اللاعب الذي اختار تمثيل الجزائر رغم امتلاكه خيار اللعب مع المنتخب المغربي أو المنتخب الفرنسي، كشف أن قراره لم يكن محل تردد على الإطلاق. يقول بن ناصر: “تحمست كثيرا لإرتداء قميص المنتخب الوطني الجزائري عندما كان الخضر يقارعون أبطال العالم المنتخب الألماني.” كانت تلك المباراة الملحمية في مونديال 2014، التي رغم خسارتها، أعادت هيبة المنتخب الجزائري على الساحة العالمية وألهمت جيلًا جديدًا من اللاعبين، بمن فيهم بن ناصر، لاتخاذ قرار اللعب مع الجزائر.
لكن هذا القرار لم يكن خاليًا من التحديات، إذ اعترف بن ناصر بأن والده لم يكن راضيًا في البداية. “والدي غضب مني لأنني لم أختر تمثيل المنتخب المغربي”، قال إسماعيل، في إشارة إلى الصراع العاطفي الذي عاشه في كنف عائلة ذات أصول مغربية وجزائرية. ورغم هذا الضغط، بقي بن ناصر متمسكًا بخياره، وهو القرار الذي أثبت صحته بعد أن تحول إلى أحد أبرز نجوم خط الوسط في إفريقيا والعالم.
الفصل الأهم في مسيرة بن ناصر مع الجزائر كان التتويج بكأس أمم إفريقيا 2019 في مصر، وهو الإنجاز الذي قال عنه: “تتويجنا بكأس أمم إفريقيا 2019 كان أيضا حلما وتحقق.” بن ناصر لم يكن مجرد عنصر مشارك في هذا التتويج، بل كان أحد أبرز مهندسيه، حيث حصد جائزة أفضل لاعب في البطولة، بعد أن أظهر مستوى مميزًا في التحكم بالكرة وصناعة اللعب.
إنجازات المنتخب الجزائري لم تتوقف عند الكان، حيث أضاف بن ناصر إنجازًا آخر يفتخر به، قائلاً: “وصولنا لـ35 مباراة بدون هزيمة شرف وفخر كبير.” هذه السلسلة التاريخية جعلت الجزائر واحدة من أعظم المنتخبات في العالم من حيث عدد المباريات المتتالية بدون خسارة، وهو إنجاز يعتز به اللاعب الذي لطالما أكد على روح الفريق والعمل الجماعي.
تصريحات بن ناصر ليست مجرد كلمات عابرة، بل هي شهادة تعكس الإصرار والحب الكبير الذي يحمله لقميص المنتخب الجزائري. بين الحلم الطفولي بتمثيل الجزائر، واتخاذ القرار الحاسم رغم معارضة والده، إلى رفع كأس إفريقيا وتحقيق سلسلة تاريخية من اللاهزيمة، خط إسماعيل بن ناصر مسيرة مليئة بالشغف والإرادة. وبالنظر إلى عزيمته وتصميمه، يبدو أن أحلامه لم تنته بعد، فالمشاركة في كأس العالم تظل الهدف الأكبر، وهو الحلم الذي يسعى لتحقيقه مع “محاربي الصحراء” في المستقبل القريب.