عاد الخبير التحكيمي والحكم الدولي السوري السابق، جمال الشريف، للتعليق على اللقطة المثيرة للجدل في مباراة شباب قسنطينة ونجم مقرة، التي شهدت إلغاء حكم المباراة، لطفي بوكواسة، هدف الفريق المحلي بعد أن اعتمد على صورة تم التقاطها بواسطة هاتف نقال لأحد أفراد الفريق الضيف.
وأكد الشريف أن تصرف بوكواسة كان “غير قانوني”، موضحاً: “عندما تم رفع الكرة في البداية، كان لاعب قسنطينة في موقف سليم، ولكن بعد لمسة المهاجم للكرة في مرحلة لاحقة، أصبحت العملية جديدة تماماً وأصبح التسلل واضحاً. المسؤولية تقع بالكامل على عاتق الحكم المساعد، الذي لم يدرك أن المهاجم قد مرر الكرة لزميله المتسلل”.
وأضاف الشريف في تصريح لـ “العربي الجديد”: “حدث اعتراض من لاعبي الفريق على الهدف، ويبدو أن أحدهم قام بتسجيل اللقطة باستخدام هاتفه المحمول، مما دفع الحكم لمراجعتها. في هذه الحالة، كان القرار واضحاً ولا يحتاج إلى تفسير، حيث ظهر التسلل بعد تدخل اللاعب. وبالتالي، ألغى الحكم الهدف واحتسب مخالفة التسلل، وهو قرار صحيح من الناحية القانونية. لكن استخدام الهاتف المحمول في اتخاذ القرار يعد غير قانوني. قوانين اللعبة لا تسمح باستخدام هذه الوسيلة، إذ يجب على الحكم الاعتماد على مساعديه أو الحكم الرابع فقط، وهو ما لم يحدث في هذه الحالة. وفي غياب تقنية الفيديو، لا يمكن للحكمين التحقق من القرار بشكل دقيق”.
وأكد الشريف أنه شهد حالة مشابهة في وقت سابق، قائلاً: “في مباراة كأس القارات بين البرازيل ومصر في 2009، قام اللاعب المصري أحمد المحمدي بلمس الكرة بيده، فاحتسب الحكم الإنجليزي هاورد ويب ركنية في البداية. لكن الحكم الرابع تدخل وأخبر الحكم الرئيسي بوجود لمسة يد، فعدل عن قراره واحتسب ركلة جزاء وطرد اللاعب. حينها اعترض الجهاز الإداري لمنتخب مصر، حيث تبين أن الحكم الرابع استند إلى كاميرا نقل المباراة لمراجعة اللقطة، وهو أمر قوبل بالاعتراض رغم أن تدخله كان شرعياً ومقبولاً”.
من جانبه، أشار الحكم الدولي الجزائري السابق، محمد زكريني، إلى أن بوكواسة كان محقاً في تراجعه عن قراره طالما أن المباراة لم تُستأنف، لكن زكريني لم يتطرق إلى مدى شرعية استخدام تقنية أخرى في غياب “الفار”. وهذا يعني أن بوكواسة ارتكب خطأً جسيماً باستخدام الهاتف النقال، وهي وسيلة غير معتمدة من قبل الفيفا، ما قد يعرضه لعقوبات من لجنة التحكيم بسبب عدم التزامه بالقوانين المعتمدة.