لا يختلف اثنان على أن عشق الجماهير الجزائرية لوطنها وتعلقها الكبير لمنتخبها الوطني ولكن ما هو جزائري، أصبح حديث العام والخاص في الأوساط الإعلامية العالمية، حيث يكفي أن تضم في صفوف فريقك لاعبا جزائريا لكتسب عشرات الألاف من المناصرين والمتابعين الجدد من الجزائر، وهذا ما حدث من قبل في الحساب الرسمي لنادي اجاكسيو الفرنسي والذي تحول في ظرف ساعات فقط إلى حساب مليوني مباشرة بعد التعاقد مع نجم المنتخب الوطني يوسف بلايلي، وهذا بعد أن كان عدد متابعي الحساب لا يتعدى بعض الألاف من محبي النادي ومتابعي الدوري الفرنسي.
الأندية الاوروبية تستعمل عبارات عامية لا يفهمها إلا الجزائريين
هذه الظاهرة الغريبة، أصبحت تستقطب كل الأندية العالمية والاتحادات الكروية، والتي باتت تستغل صورة الجزائر وكل ما يرمز إلى بلدنا من علم ولغة وعبارات باللهجة الجزائرية الخالصة وحتى صور بعض المعالم التاريخية في الجزائر واستخدامها في مناشير يتم توجيهها خصيصا لمنطقة شمال افريقيا، وهذا من أجل لفت انتباه الجماهير الجزائرية والتي لا تفوت ادنى فرصة من أجل التعبير عن جزائريتها وافتخارها الشديد بالانتماء الى هذا الوطن الغالي، وهذا الحب اللامتناهي من المناصر الجزائري البسيط لوطنه بات يشكل استثمارا حقيقيا لأندية ورابطة كروية عالمية لا علاقة لها بالجزائر، والتي تتهافت على استعمال صورة أي لاعب جزائري للحصول على الألاف من الاعجابات والتعاليق وكسب قاعدة جماهيرية مربحة في الجزائر، على غرار ما قام به نادي اولمبيك مارسيليا الفرنسي مؤخرا عندما استغل تألق نجمه الجزائر أمين غويري لكسب تفاعل مليوني بشكل يومي وهذا عبر نشر صوره مع عبارات باللهجة العامية الجزائرية على غرار عبارة ” نبان خداع الروجي”.
الرابطة الفرنسية لكرة القدم تتحول من ناقم إلى عاشق لفنيات بلايلي
والادهى والأمر أن الحساب الرسمي للرابطة الفرنسية لكرة القدم وبقدرة قادر اصبح يعشق فنيات نجمنا الجزائري يوسف بلايلي، حيث استغل التألق الكبير لابا الباهية مع ناديه الترجي التونسي في كاس العالم للأندية، من أجل اعادةنشر بعض اللقطات الفنية التي قام بها بلايلي ايام كان لاعبا في ناديي بريست واجاكسيو الفرنسيين مع استعمال عبارة عامية جزائرية تعكس التفوق والرفعة لابن الجزائري، وهذا رغم أن الجميع يتذكر أن اللاعب عانى الأمر عندما كان ينشط في فرنسا وتعرض لحملة اعلامية ممنهجة لتشويه صورته والدفع بباقي الأندية لتفادي التعاقد معه، ليصبح اليوم في نظرهم لاعبا خارقا للعادة وأحد أمر اللاعبين الذين مروا على الدوري الفرنسي على حد اعتبارهم متناسين كل الأوصاف التي الصقوها به في الماضي القريب.
ليفربول استعمل جسور قسنطينة في صورة دعائية لمباراته مع مانشستر سيتي
وأغرب ما يمكن ذكره في الظاهرة الجديدة التي باتت الأندية العالمية تنتهجها لكسب التفاعل والاعجابات باستعمال كل ما هو جزائري، هو ما قام به نادي ليفربول الانجليزي في دعايته لمباراة القمة التي جمعته أمام مانشستر سيتي في الدوري الانجليزي قبل اشهر قليلة، حيث قام النادي الانجليزي باستعمال صورة لأحد جسور مدينة قسنطينة التاريخية كخلفية للصورة الدعائية للمباراة، رغم أن الفريقين لم يكنا يضمان اي لاعب جزائري في صفوفهما، وهي الصورة التي احدثت ضجة وكسبت تفاعل مليوني هو الأكبر من نوعه في الموسم الماضي، ولكن كما تقول الحكمة ” إذا عرف السبب بطل العجب”، حيث عرفت الاندية الاوروبية من اين تؤكل الكتف وباتت تتعافت لشحذ اعجابات الجزائريين وتفعلاتهم التي تذر ارباحا تجارية كبيرة على هذه الفرق.