مثل موعد 5 جويلة الإعلان الرسمي عن نهاية الموسم الرياضي 2024-2025 في كرة القدم بالجزائر ، بعد إجراء الدور النهائي لكأس الجمهورية ، كما كان أيضاً فرصة لملاحظة غياب دخول اللاعب الجزائري المحلي سوق الميركاتو الصيفي للأندية الأوروبية ، حيث لم يسجل إلى حدود كتابة هذه الأسطر ، الحديث عن إمكانية إحتراف أي لاعب من بطولة الرابطة المحترفة الأولى إلى إحدى الدوريات الأوروبية ، والتي تعودت أن تكون الوجهة المفضلة لعدد لابأس به من اللاعبين المحليين ، فهل أصبحت بطولتنا “عقيمة ” وعاجزة عن إنجاب لاعبين بإمكانهم الإحتراف خارج الجزائر ؟
موسم بلا لاعبين قادرين على الإحتراف عكس بقية المواسم
شهد الموسم الرياضي الذي ودعناه عدة نقاط إيجابية توازيا مع بعض الإستنتاجات السلبية ، غير أن أي متابع لبطولة الرابطة المحترفة الأولى يستغرب غياب الحديث هذه الفترة ، عن عروض الإحتراف للاعبين الجزائريين خرجي الأندية المحلية من أندية الدوريات الأوروبية ، ولعل الأمر كان مختلفا في السنوات القليلة الماضية ، حيث ساهم الدوري الجزائري في إكتشاف عدد كبير من اللاعبين الذين كانوا مطمع مختلف كشافي الأندية الأوروبية ، ففي موسم 20-21 شهدنا إحتراف لاعب نادي بارادو آدم زرقان إلى الدوري البلجيكي مع نادي شارل لوروا ، إلى جانب إحتراف زميله في نفس الفريق عبد القهار قادري ، بلإضافة إلى نجم وفاق سطيف محمد أمين عمورة و زميله في الفريق أحمد قندوسي إلى جانب هداف ذلك الموسم بلال مسعودي لاعب شبيبة الساورة وغيرهم من اللاعبين ، أما موسم 2022 – 2023 فعرف إحتراف نجم إتحاد العاصمة زين الدين بلعيد ، و وسط ميدان شباب بلوزداد حسام الدين مريزيق ولاعب بارادو ياسين تيطراوي، وقس على ذلك في بقية السنوات التي عرفت خروجا لافتا لأبرز المواهب الجزائرية التي نجحت في إقتلاع مكان إلى جانب أهم النجوم العالمية ، غير أن الموسم المنقضي كان مغايرا تماما، فحتى هداف البطولة ونجم نادي بارادو عادل بولبينة خير الإنتقال إلى الدوري القطري مع نادي الدحيل ، وهو الدوري الذي لا يمكن مقارنته ببقية البطولات الأوروبية.
أسباب عدة أثرت على غياب المواهب الجزائرية في البطولات الأوروبية
رغم أن البطولة الجزائرية تزخر بعدد مهم من المواهب المحلية، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لنجاحها في خوض غمار الإحتراف في الأندية الأوروبية ، ولعل أهم الأسباب يعود إلى تكوين اللاعب فنيا خاصة في الفئات السنية الصغرى ، بالرغم من تواجد مشروع أكاديميات الإتحاد الجزائري لكرة القدم “الفاف” والذي تم صياغته قبل بضع سنوات، من أجل تحقيق المعايير الأوروبية وتهيئة أفضل الظروف للمواهب المحلية، إلا أن التكوين الفني للناشئين مايزال يشهد عدة نقائص ، و في ضل غياب رؤية واضحة تركز على الجانب الرياضي لدى أغلبية مسؤولي الأندية ، التي أصبحت تلهث وراء النتائج دون إستراتيجية واضحة في التكوين ، بل أصبحت تنتدب كل موسم فريق جديد أثر بشكل كبير على إكتشاف المواهب و منحها فرصة التألق والبروز ، فخلال الموسم الرياضي الفارط شهدت البطولة الجزائرية عدد هائل من الإنتدابات الأجنبية تجاوزت العشرين لاعبا.
غياب اللاعب المحلي عن قائمة بيتكوفيتش دليل على غياب المواهب الجزائرية لهذا الموسم
لا يمكن أن نستغرب كثيرا غياب اللاعبين المؤهلين للإحتراف في البطولات الأوروبية ، خلال الموسم المنقضي ، والحال أن اللاعب الجزائري فشل في إقتلاع مكان ضمن قائمات مدرب المنتخب الوطني بيتكوفيتش ، الذي ورغم أنه كان يضع في كل مرة لاعب أو اثنين في القائمة الموسعة لمنتخب “الخضر “، إلا أنه في كل مرة كان يؤكد ان الوقت مايزال بعيدا للإعتماد على بعض اللاعبين المنتمين إلى الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم ضمن إختياراته الفنية ، وهو مايضع اللاعب الجزائري المحلي أمام رهان إقناع الناخب الوطني أولا بالتواجد مع العناصر الوطنية قبل أن يبحث عن فرصة الإحتراف خارج الديار ، التي قد تأتي وقد لا تأتي.
هل تكون الملاعب العربية بوابة للاعب الجزائري لدخول الدوريات الأوروبية
إختار العديد من اللاعبين المحليين في السنة الأخيرة ، التوجه إلى البطولات العربية بهدف أن تكون فرصة جديدة للاعب الجزائري لإعادة إكتشاف نفسه ، وأن تكون هذه الدوريات بوابة الإحتراف الأوروبي، فقد خير بعض اللاعبين الإحتراف في الدوري المصري أو الليبي أو التونسي ، إما تفضيلا للجانب المادي أو إقتناعا بخوض تجربة إحتراف تكون بمثابة السلم الذي يصعده اللاعب حتى بتمكن من إثبات إمكانياته في دوريات تتشابه مع البطولة الجزائرية في الأجواء و اللغة والثفافة ، وحتى يكتسب الخبرة التي تسمح له بدق الإحتراف من أوسع أبوابه
هل أثر تراجع الفرق الجزائرية في المسابقات الإفريقية من بروز المواهب
قد يعتبر البعض أن تراجع مستوى الأندية الجزائرية في المسابقات الإفريقية خلال السنوات الأخيرة ، سببا من أسباب عدم بروز المواهب الجزائرية التي تدير إليها الأعناق وتجعلها تحت مجهر كشافي الأندية الأوروبية ، وهو مايجعل هذه الأندية أمام ضرورة إعادة هيكلتها وتحضيرها الجيد للمسابقات الإفريقية بل والعربية ، حتى يتسنى لللاعب الجزائري إبراز مخزونه الرياضي ولفت انتباه الأندية الأوروبية ، وهو ماسيعود بالفائدة على الأندية الجزائرية أولا وعلى المنتخب الوطني ثانيا وعلى الكرة الجزائرية بصفة عامة.