رغم سهام النقد التي طالته من كل صوب داخل الجزائر يواصل الحكم الدولي مصطفى غربال رفع الراية التحكيمية الوطنية عاليا في المحافل العالمية حيث نجح مؤخرا في إدارة مباراة قمة نصف نهائي كأس العالم للأندية بين ريال مدريد وباريس سان جيرمان في إنجاز كبير يثبت مجددا المكانة التي بات يحظى بها التحكيم الجزائري خارج الحدود
غربال الذي كثيرا ما كان عرضة للانتقادات في الدوري المحلي بسبب بعض القرارات المثيرة للجدل أكد مجددا أن الحكم الجزائري قادر على كسب ثقة الاتحاد الدولي لكرة القدم في المواعيد الكبرى بفضل كفاءته وتمركزه الجيد وإدارته الذكية للمباريات وهو ما يستدعي إعادة النظر في طريقة تقييم التحكيم محليا
ولا يقتصر التألق على الحكام الذكور فحسب بل يشمل أيضا التحكيم النسوي الجزائري الذي يخطو خطوات واثقة على الساحة القارية فقد بصمت كل من الحكمة الدولية أسماء فريال وهاب والحكمة غادة محات على مشاركات مميزة في بطولة كأس أمم إفريقيا للسيدات من خلال إدارة مباريات قمة بحزم واحترافية وهو ما يعكس التطور المستمر في مستوى التحكيم النسوي الجزائري
إن هذا التمثيل المشرف سواء في بطولات الفيفا أو الاتحاد الإفريقي يؤكد أن التحكيم الجزائري في تطور ملحوظ ومتواصل ويتلقى إشادة دولية متكررة رغم أنه يعاني من نظرة محلية قاتمة أحيانا قائمة على التركيز على الأخطاء أكثر من الإيجابيات
وفي ظل هذا التناقض يطرح المتابعون تساؤلات عديدة اولها أين يكمن الخلل؟ هل في الضغط المسلط على الحكام داخليا؟ أم في غياب ثقافة التحكيم لدى بعض الجماهير والإعلام؟ أم في الحاجة إلى تطوير منظومة التحكيم بشكل أكبر على المستوى المحلي؟
مهما تكن الإجابات فإن ما يقدمه الحكام الجزائريون في الخارج يفرض علينا إعادة تقييم خطابنا الداخلي حولهم ومنحهم الثقة التي يستحقونها بدلا من محاكمتهم على كل صافرة أو قرار فالحكم الناجح لا يقاس بعدد الأخطاء بل بقدرته على التطور وتحقيق التوازن وتمثيل بلده بأفضل صورة في المحافل الدولية وهذا ما فعله ويواصله مصطفى غربال ورفيقات دربه في التحكيم النسوي