يستمر الجدل حول مستوى التحكيم في البطولة المحترفة الأولى “موبيليس” مع توالي الجولات، بعدما أثارت مباراة شبيبة القبائل أمام شباب قسنطينة لحساب الجولة الحادية عشرة موجة جديدة من الانتقادات، بسبب القرارات التي اعتبرها الكثير من المتابعين مثيرة للجدل ومؤثرة على مجريات اللقاء، لتتجدد بذلك التساؤلات حول أداء الحكام ونجاعة لجنة التحكيم التي يرأسها عبيد شارف.
منذ انطلاق الموسم، لم تخلُ جولة واحدة تقريبًا من اعتراضات أو احتجاجات من طرف الأندية، سواء بسبب ضربات جزاء مشكوك فيها أو بطاقات غير مبررة، وهو ما جعل الحديث عن التحكيم يأخذ حيزًا واسعًا أكثر من الأداء الفني داخل المستطيل الأخضر. ورغم الوعود المتكررة بإصلاح المنظومة وتطوير التكوين، إلا أن الأخطاء ما زالت تتكرر بوتيرة تقلق الجماهير واللاعبين والمدربين على حد سواء.
رئيس لجنة التحكيم عبيد شارف، الذي يُعد من أبرز الأسماء التحكيمية السابقة في الجزائر، أكد في أكثر من مناسبة أن العمل جارٍ على تحسين المستوى عبر التربصات والدورات التكوينية، مشيرًا إلى أن الهدف هو بناء جيل من الحكام القادرين على إدارة المباريات بصرامة وعدالة. ومع ذلك، تبقى المردودات المتذبذبة لبعض الأطقم التحكيمية محور انتقاد دائم، في ظل غياب تواصل فعّال بين اللجنة والأندية لشرح القرارات المثيرة للجدل أو الاعتراف بالأخطاء عند وقوعها.
العديد من المتابعين يرون أن المشكلة لا تتعلق فقط بالكفاءة الفنية، بل أيضاً بالثقة التي تراجعت بين مختلف الأطراف. فالحكام يشتكون من الضغط الكبير الممارس عليهم من الجماهير والإعلام، في حين تعتبر الأندية أن بعض القرارات تغيّر مصير مباريات ومراكز في جدول الترتيب. وبين هذا وذاك، يجد الاتحاد الجزائري لكرة القدم نفسه أمام تحدي استعادة مصداقية التحكيم، خاصة مع اقتراب المراحل الحساسة من الموسم.
ورغم الجهود المبذولة من طرف لجنة التحكيم، يبقى المطلوب اليوم هو الانتقال من التكوين النظري إلى التطبيق الفعلي على أرض الواقع، مع اعتماد نظام تقييم صارم يضمن معاقبة المقصّرين ومكافأة المتميزين. فاستقرار البطولة وسمعتها القارية لن يتحقق إلا بتحكيم نزيه وشفاف يعيد الثقة إلى الجماهير واللاعبين على حد سواء.

