أنهى المنتخب الوطني الجزائري الشوط الأول من مباراته الودية أمام زيمبابوي متقدماً بثلاثية نظيفة، في مواجهة جرت على ملعب الأمير عبد الله الفيصل بمدينة جدة السعودية، وأظهر فيها الخضر وجها مغايرا تماما بفضل التغييرات التكتيكية التي أحدثها المدرب فلاديمير بيتكوفيتش.
الناخب الوطني عاد إلى الرسم التكتيكي الذي اشتهر به خلال تجاربه السابقة مع المنتخب السويسري ونادي لازيو الإيطالي، وهو نظام 3-5-2 في الوضعية الهجومية الذي يتحول إلى 5-3-2 أثناء الدفاع. هذا التوجه أعاد التوازن للمنتخب بين الخطوط الثلاثة، وسمح بتفعيل الأظهرة الهجومية بطريقة فعالة منحت دفعة واضحة للأداء الجماعي.
منح هذا النظام حرية أكبر للثنائي رفيق بلغالي وريان آيت نوري على الأطراف، حيث تبادلا الأدوار والمراكز في أكثر من مناسبة، فدخلا إلى العمق وساهما في بناء الهجمات من الوسط. كما ظهرت شراكة مميزة على الجهة اليسرى بين آيت نوري وجوان حجام، الذي تقدم أكثر من مرة إلى مناطق الخصم، وتمكن من توقيع الهدف الثالث في الدقيقة 46 بعد متابعة ناجحة لكرة مرتدة داخل منطقة الجزاء.
هجوميا، شكل الثنائي بغداد بونجاح ومحمد عمورة نقطة قوة بارزة في المنظومة الجديدة، حيث افتتح بونجاح التسجيل في الدقيقة 14 بعد تمريرة أرضية دقيقة من عمورة، قبل أن يرد الأخير بهدف ثاني في الدقيقة 40 إثر مجهود فردي رائع راوغ خلاله مدافعين متتاليين وسدد كرة قوية اصطدمت بالعارضة ثم استقرت في الشباك.
سيطرة الخضر كانت شبه مطلقة في هذا الشوط، بفضل التنظيم المحكم في وسط الميدان بقيادة بن ناصر، زروقي ومازة اللذين أدّوا دورا مهما في استرجاع الكرات وبناء الهجمات. أما الدفاع الثلاثي، فنجح في غلق المنافذ أمام محاولات زيمبابوي التي اكتفت بالمرتدات النادرة.
بصفة عامة، بدا أن التحول التكتيكي الذي أقره بيتكوفيتش جاء بنتائج فورية، سواء على مستوى الفعالية الهجومية أو الانضباط الدفاعي، ما يعكس بداية واعدة ضمن التحضيرات لكأس أمم إفريقيا 2025.
ويبقى التساؤل مطروحا: هل يكون بيتكوفيتش قد وجد أخيرا التوليفة المثالية التي تمنح التوازن والنجاعة للمنتخب الجزائري؟

