يبدأ المنتخب الوطني الجزائري مشواره في تصفيات كأس العالم 2026 بإستضافة الصومال، على ملعب نيلسون مانديلا، في إطار الجولة الأولى من المجموعات.
ويختلف نظام تصفيات كأس العالم القادم عن سابقه، حيث قُسمت جميع المنتخبات الأفريقية إلى 9 مجموعات تضم كل مجموعة 6 منتخبات. حيث سيتأهل إلى المونديال المنتخب الذي سيحتل المركز الأول في مجموعته، أما أفضل 4 منتخبات احتلت المرتبة الثانيى ستخوض ملحقا محليا، والفائز سيصل للملحق العالمي. بسبب هذا النظام، يعرف جمال بلماضي أنه لا بديل أمامه هو و أناءه و طاقمه سوى الفوز في كل المباريات، والبداية ينبغي أن تكون الفوز على الصومال.
وكعادته، أثار المدرب الوطني جمال بلماضي الجدل بعد القائمة التي أعلنها تحسبا للقاء الصومال، حيث قام بإستبعاد سعيد بن رحمة بعد خلافهما في مباراة مصر الودية، لكن بلماضي أكد بأن المحاربين قادرون على تجاوز العقبة الأولى والتأهل هذه المرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد خيبة أمل 2022.
مستويات الخضر في الفترة الاخيرة داخل الديار دائما ما كانت مميزة، ما يدل على ذلك الفوز الخماسي على الرأس الأخضر في التوقف الماضي في ملعب قسنطينة، غير أن مباراة مصر أثارت أسئلة وانتقادات حادة، بعد تفوق الفراعنة من ناحية الأداء بعشرة لاعبين فقط، ويعول الناخب الوطني وأشباله على بداية قوية عند مواجهة المنتخب الصومالي مساء الغد، هذا الأخير الذي يبقى منافسا ضعيفا على الورق، حيث انه ليس له أي تاريخ او سجل في كرة القدم الافريقية.
بلماضي يفكر أكثر في الحفاظ على لاعبي الركائز
من المنتظر ان يجري المدرب الوطني جمال بلماضي عدة تغييرات بمناسبة مباراة الغد امام المنتخب الصومالي، وذلك من خلال الاعتماد بشكل اكبر على اللاعبين البدلاء، خاصة وان المنافس متواضع، واللقاء سيجري داخل الديار، الامر الذي سيجعل بلماضي يفكر أكثر في الحفاظ على لاعبي الركائز لمباراة الاحد المقبل في “مابوتو” امام موزمبيق، ولعل اول التغييرات التي سيتم احداثها ستكون على مستوى خط الدفاع من خلال الاعتماد على الثنائي توبة وتوغاي في محور الدفاع، والاعتماد على لعروسي او غيتون في الجهة اليسرى من الدفاع، مع اقحام عطال أساسيا لمنحه وقت من اللعب بعدما بقي شهرا كاملا بدون منافسة، وذلك حتى يتم تجهيزه والوقوف على حالته قبل اتخاذ القرار المناسب بخصوص اشراكه امام موزمبيق او لا.
عدة تغييرات على مستوى خطي الوسط والهجوم
من جهة أخرى، من المنتظر ان يجري الناخب الوطني جمال بلماضي أيضا عدة تغييرات على مستوى خطي الوسط والهجوم، من خلال عودة بعض الأسماء على غرار بن طالب وآدم وناس، الذين يرتقب ان يدخلهما بلماضي أساسيين بعدما غابا عن اللقاءات الأخيرة بداعي الإصابة، املا في اعادتهما تدريجيا الى أجواء مباريات الخضر، حيث سيكون بن طالب في الوسط الى جانب بوداوي او فيغولي بينما سيأخذ وناس مكان محرز، وباقي التشكيلة من المتوقع أيضا ان تعرف دخول شايبي كأساسي الى جانب الثنائي بونجاح وغويري في الهجوم، وذلك لخلق ضغط هجومي كبير على المنافس الصومالي، والسعي الى تسجيل أكبر عدد ممكن من الأهداف.
بلماضي يرفض استصغار المنافس
ويطالب لاعبيه بالجدية في اللعب من جهة أخرى، حرص الناخب الوطني جمال بلماضي خلال الحصص التدريبية التي اجراها اللاعبون قبيل مباراة اليوم على الاجتماع بلاعبيه في كل مرة وحثهم على ضرورة احترام المنافس الذي سيواجهونه اليوم، وعدم الوقوع امامه في فخ الاستصغار، مما قد يعطيه دفعا معنويا قويا، ليسعى بعد ذلك لتحقيق انجاز امام الخضر، ويسعى الناخب الوطني جمال بلماضي ولاعبوه الى قتل المباراة بشكل مبكر اليوم، طمعا في ضمان أولى ثلاثة نقاط في هذا المشوار الذي سيكون طويلا، وسعيا بعد ذلك لتسيير اللقاء بكل حكمة وذكاء، من اجل ادخار الجهد للمباراة القادمة امام موزمبيق التي تعتبر اكثر أهمية وصعوبة في ادغال افريقيا.
“الخضر” سيواجهون مشكلة ضيق الوقت
سيواجه لاعبو “الخضر” مشكلة ضيق الوقت، حيث سيسافر الفريق نحو موزمبيق جنوبي القارة الأفريقية، من أجل لعب مباراة الجولة الثانية الأحد القادم، حيث سيكون ذلك تحديًا كبيرًا بالنسبة للاعبين، كون مدة الرحلة لن تقل عن 12 ساعة متتالية، وهذا ما سيرهق رفاق رياض محرز من دون شك، لكن خبرة السنين قد ترجح كفتهم للعودة بالنقاط الثلاثة.
المباراة رقم 99 “للخضر” في تصفيات كأس العالم
يشارك المنتخب الجزائري في تصفيات كأس العالم للمرة الخامسة عشرة في تاريخه، حيث بدأها بمواجهة شقيقه التونسي يوم 17 نوفمبر 1968 على ملعب 20 أوت بالعناصر، حينما ودّع التصفيات من دورها الأول بعد أن خسر مباراة الذهاب (2-1)، وتعادل سلبيًّا في لقاء العودة، ورغم ذلك الإخفاق، فإن اللاعب بوعلام عميروش ما زال يتذكره الجميع كونه أول لاعب سجل للخضر في التصفيات. ولعبت الجزائر 98 مباراة كاملة أمام 29 منتخبًا مختلفًا خلال مشوارها الطويل في التصفيات، وقد تمكنت فيها من تحقيق 44 انتصارًا، كان أكبرها على حساب منتخب جيبوتي بنتيجة (8-0) عام 2021، بينما تعادلت في 27 مباراة، وتعرضت للهزيمة خلال 27 مواجهة، كانت أثقلها على الإطلاق أمام غينيا بنتيجة (5-1) في عام 1972، واستطاع خط هجوم الخضر تسجيل 151 هدفًا، بينما مُنيت شباكهم بـ 98 هدفًا، كان آخرها بأقدام المهاجم الكاميروني كارل توكو إيكامبي.
سليماني امام فرصة لتحصين لقبه كهداف الخضر في تصفيات المونديال
يعد المهاجم الدولي الجزائري إسلام سليماني هو الهداف التاريخي لمحاربي الصحراء في التصفيات المونديالية، حيث تمكن من تسجيل 17 هدفا، ويبدو أن الباب سيبقى مفتوحا أمامه على الأقل لعامين قادمين لكي يعزز رقمه القياسي، كونه لا يزال ضمن أهم الخيارات عند المدرب الوطني جمال بلماضي، ويأتي خلفه الأسطورة رابح ماجر برصيد 9 أهداف، فيما يحتل جمال مناد المركز الثالث بـ 8 أهداف، أما الهداف السابق عبد الحفيظ تاسفاوت فقد سجل 7 أهداف، وأمام سفيان فيغولي ورياض محرز فرصة سانحة للتقدم في ترتيب أفضل الهدافين، حيث يملك كل واحد منهما 6 أهداف في رصيده.