في إطار التحضير الطويل الأمد للاستحقاقات الرياضية العالمية، وعلى رأسها الألعاب الأولمبية “لوس أنجلس 2028″، احتضنت وزارة الشباب والرياضة اجتماعًا تنسيقيًا عالي المستوى، أُعطي من خلاله إشارة الانطلاق الرسمية لمشروع “البطل الأولمبي”. الاجتماع جرى تحت إشراف الأمين العام للوزارة، بحضور مسؤولي الإدارة المركزية، الأمين العام للجنة الأولمبية الجزائرية، رؤساء الاتحاديات الأولمبية، المديرين الفنيين الوطنيين، وممثلي رياضات ذوي الهمم، رياضة الصم، والرياضة للجميع.
وتمحور اللقاء حول ضرورة بلورة رؤية استراتيجية وطنية موحدة وطموحة، ترمي إلى إعداد منتخب من الرياضيين القادرين على تمثيل الجزائر بأفضل صورة في المنافسات الدولية الكبرى، وعلى وجه الخصوص أولمبياد 2028. ويعكس هذا التوجه إرادة سياسية عليا، مدعومة مباشرة من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، الذي يولي عناية خاصة للنخبة الرياضية وتطوير قطاع الرياضة بشكل عام.
وشدّد القائمون على اللقاء على أهمية تفعيل المجمعات التقنية لكل اتحادية رياضية، ووضع معايير دقيقة لاختيار الرياضيين الواعدين وأصحاب المستوى العالي، لضمان مرافقة فعالة ومبكرة لهم ولمدربيهم، ضمن عقود ثلاثية الأطراف تُلزم جميع المتدخلين بتحقيق الأهداف المسطرة. كما تقرّر إجراء إحصاء شامل للرياضيين، لتحيين الخارطة الرياضية الوطنية وتحليل مكامن الخلل في مختلف التخصصات بشكل علمي وموضوعي.
وأكد المشاركون على ضرورة توحيد الجهود وتعزيز التنسيق بين كل الفاعلين في المنظومة الرياضية، إلى جانب تكييف البرامج حسب خصوصيات كل رياضة، وتوفير الإمكانيات اللوجستية اللازمة من تجهيزات، منشآت مؤهلة، وكفاءات تقنية عالية. كما تقرر تنصيب لجنة وطنية للمتابعة والتقييم، لمرافقة الاتحاديات طوال الدورة الأولمبية، مع التعجيل بإيداع ملفات التمويل وضبط الإطار التنظيمي للمشروع.
وتناول الاجتماع أيضًا أهمية تطوير مسارات التكوين الخاصة برياضيي النخبة، من خلال برامج تشمل الجوانب البدنية والنفسية، والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة والمخابر العلمية، مع وضع ميثاق خاص لمرافقة ومتابعة الرياضيين. كما طُرحت فكرة إنشاء أقطاب جهوية للتكوين الرياضي، تكون بمثابة خزّان وطني لاكتشاف المواهب في مختلف ولايات الوطن.
