في ليلةٍ حملت روح الجزائر وتونس معًا، صنعت جماهير المنتخبين أجواءً استثنائية في قلب سوق واقف بالدوحة، حيث اجتمع المناصرون منذ الساعات الأولى للمساء، وامتدّ حضورهم إلى ساعات متأخرة، للاحتفال ببطولة كأس العرب 2025™، والتعبير عن دعمهم لمنتخباتهم قبل انطلاق المنافسة رسميًا.
الهتافات بدأت عفويًا، حين رفع الجزائريون أعلامهم مردّدين أغانيهم الشهيرة، ليلتحق بهم التونسيون سريعًا بهتافاتٍ مماثلة، قبل أن تتحوّل السهرة إلى مشهدٍ موحّد يهتزّ له السوق على وقع الأهازيج والأغاني المشتركة، في صورةٍ ترجمت عمق العلاقات بين الشعبين.
وردّدت الجماهير الجزائرية والتونسية معًا مجموعة من الأغاني الحماسية، تخلّلها تبادل للهتافات الشهيرة بين مدرجات الجمهورين، على غرار “تحيا الجزائر” يقابلها “ فيفا تونسي”، قبل أن تتداخل الأصوات في موجاتٍ من الإنشاد الجماعي الذي ألهب الأجواء بنكهة عربية خالصة.
ولم تخلُ السهرة من اللمسات الإبداعية التي بات يتميّز بها جمهور شمال أفريقيا، حيث تم مزج الإيقاعات بالطبول، مع أغانٍ شعبية وتراثية، رافقتها حركاتٌ جماعية وتفاعلٌ كبير من السيّاح والمارّة الذين توقفوا لتصوير المشهد، والإشادة بروح الأخوّة والحضور الجماهيري اللافت.
وتدرّج المشهد من مجرد تجمّعٍ عادي للمشجعين، إلى لوحةٍ حية تُظهر كيف يمكن لكرة القدم أن توحّد القلوب قبل المدرجات، إذ لم تعد الأغاني والهتافات تعبّر عن منتخبٍ واحد، بل تحوّلت إلى احتفالٍ جماهيري مشترك احتفاءً بكأس العرب، ومناسبتها الكروية التي تجمع العرب في مكانٍ وزمانٍ واحد.
واختُتمت السهرة بتقاطُر الجماهير نحو المقاهي والتراث المحلي الذي يوفره مقاهي سوق واقف، وسط أجواءٍ من المزاح والأحاديث الكروية والتحليلات المبكرة، تؤكد أن المقاعد في الملاعب لن تكون وحدها مسرحًا للحماس، بل إن الشوارع والأسواق أيضًا قادرة على صناعة سقف آخر من المتعة والتلاحم.
صابر غالم

