لا حديث في الشارع الرياضي الجزائري، خلال الساعات الأخيرة، سوى عن المباريات المصيرية التي ستخوضها الأندية الجزائرية المشاركة قاريا من أجل بلوغ الدور نصف النهائي لمنافستي رابطة ابطال افريقيا وكاس “الكاف”، حيث ستكون مولودية الجزائر على موعد مع لقاء مصيري أمام اورلاندو بيراتس في جنوب افريقيا، بينما سيصطدم فريقا اتحاد العاصمة وشباب قسنطينة وجها لوجه لاقتطاع تأشيرة الدور قبل النهائي لكأس “الكاف”… ومن هذا المنطلق ارتأينا أن نجري حوارا خاصا مع أحد أبرز المهاجمين الذين شهدتهم الكرة الجزائرية في السنوات السابقة، وهو محمد أمين عودية، والذي اكتسب خبرة كبيرة على الصعيد القاري، بعدما صال وجال في الملاعب الافريقية مع أندية شبيبة القبائل، ووفاق سطيف واتحاد العاصمة الذي ساهم في بلوغه نهائي تاريخي في رابطة ابطال افريقيا… عودة ومن خلال هذا الحوار الشيق والحصري أبدى لنا رايه الخاص في حظوظ الأندية الجزائرية الثلاثة في المنافستين القاريتين، مبرزا ثقته الكاملة في تعداد المولودية لقلب الطاولة على أورلاندو بيراتس وخطف تأشيرة التأهل من جوهانسبورغ، ومؤكدا أيضا في نفس الوقت أن قمة سوسطارة وقسنطينة ستكون مثيرة ومفتوحة على كل الاحتمالات.. وأمور ثانية نترككم تطلعون عليها في هذا الحوار…
مرحبًا أمين، بحكم خبرتك الطويلة في الساحة الافريقية، نود أن نعرف رأيك بخصوص حظوظ الأندية الجزائرية في التأهل إلى الدر نصف النهائي لمنافستي أبطال إفريقيا وكأس “الكاف”، على ضوء نتيجتي مباراتي الذهاب؟
سنتحدث أولا عن مولودية الجزائر، التي أرى أنها قدمت مباراة استثنائية في الذهاب ضد أورلاندو بايرتس رغم الهزيمة (1-0)، لكن كما أقول دائمًا، كرة القدم هي الأهداف، إذا دخل مولودية الجزائر مباراة الإياب الأربعاء المقبل بعقلية الهجوم وتسجيل هدف، فإن ذلك سيغير تمامًا مجريات المباراة، مولودية الجزائر متعودة على اللعب بأسلوب الدفاع المحكم، ثم الانطلاق في الهجمات السريعة، وبالإضافة إلى ذلك، لديهم لاعبين مميزين في خط الوسط مثل بن خماسة وزوغرنا الذين يمكنهم استعادة الكرة والتحول سريعًا للهجوم، كما أن الفريق يمتلك لاعبين سريعين مثل بانغورا وبايازيد، على اللاعبين أن يؤمنوا بفرصهم، وما يجعلني متفاءل أكثر هو أن المولودية لديها مدربًا ذو خبرة، لذلك يجب أن يلعبوا كل أوراقهم، خاصة انهم لا يملكون ما يخسرونه، وهذا سيجعلهم يلعبون دون أي ضغط.
يبدو أنك تؤمن بفرص مولودية الجزائر في التأهل، أليس كذلك؟
نعم، بالفعل، المولودية لم تقصى بعد، ولا يزال هناك شوط ثاني يلعب في جنوب افريقيا، بالإضافة إلى ما ذكرته سابقًا، يتميز مولودية الجزائر أيضًا بقدرتهم على استغلال الكرات الثابتة وشاهدنا هذا كثيرا سواء في البطولة أو في رابطة ابطال افريقيا، هناك لاعبين متخصصين مثل عبد الاوي، منزلة، وحلايمية أيضا، واعتقد أن هذه النقطة ستكون سلاح المولودية ومن الضروري أن يتم منه لقلب الأمور لصالحهم يوم الأربعاء.
فريق أورلاندو بيراتس منافس قوي أيضًا، ما رأيك في هذه الفريق؟
منذ بداية هذه المسابقة، أورلاندو بايرتس لم يخسر أي مباراة، لقد أظهروا أنهم فريق قوي جدًا، والدليل على ذلك أنهم تعادلوا في مباراة وفازوا في الثاني أمام الأهلي المصري، مما يوضح مدى قوة هذه الفريق، كما تعلم، لقد لعبت في جنوب إفريقيا، والأندية الجنوب إفريقية صعبة في اللعب، خاصة بالنسبة لنا (الأندية الجزائرية)، فعلاً، لديهم أسلوب لعب مختلف عن فرق غرب إفريقيا أو وسط إفريقيا، فأسلوبهم يعتمد على التمريرات القصيرة واللعب التقني، مما يجمع بين أسلوب اللعب الإفريقي والأوروبي وحتى اللاتيني، اللاعب الجنوب إفريقي يتميز بسرعة التمرير في لمسة واحدة، والتمريرات في العمق، وهذا أسلوب أكاديمي بحت، ومن الضروري أن يعمل لاعبو المولودية على تعطيل هذه النقطة وإلا فإنهم سيجدون صعوبات كبيرة أثناء المباراة، وأود أن أضيف شيئا أخر..
تفضل، ماهو؟
صحيح اننا نأمل جميعا في أن يتمكن فريق المولودية من العودة بالتأهل من جنوب افريقيا، ولكن إذا حدث العكس، يجب أن لا نضخم الأمر، ولا يجب أن نعتبرها كارثة وطنية، الوصول إلى هذه المرحلة من المسابقة بعد سنوات من الغياب يعتبر إنجازًا بحد ذاته، بعد ذلك، يجب الحفاظ على أفضل اللاعبين في الفريق وتعزيز التشكيلة بلاعبين أكثر نضجًا من الناحية الفنية والتكتيكية لكي يعودوا إلى المنافسة الموسم المقبل أكثر قوة، وبخبرة أفضل وتمرس أكثر ولم لا العمل على الذهاب الى نقطة أبعد من الموسم الحالي والبحث عن التتويج باللقب القاري.
وماهي توقعاتك لمباراة اتحاد العاصمة مع شباب قسنطينة في كأس “الكاف” ومن تراه الأقرب لتحقيق التأهل؟
صحيح أن نتيجة مباراة الذهاب تخدم اتحاد العاصمة أكثر، وتجعله يبدأ المباراة بأفضلية نسبية مقارنة بالنادي القسنطيني، ولكني شخصيا أعتقد أن الحظوظ في التأهل ستكون متساوية و 50% لكل فريق، لم تكن المباراة الأولى في رأيي بمستوى عالٍ من الناحية الفنية والتكتيكية، ولكن، بالنسبة لي، العامل الذي ربما سيرجح كفة اتحاد العاصمة هو مدربه البرازيلي ماركوس باكيتا الذي يتمتع بحنكة تكتيكية والتي أظهرها في شوط المدربين من مباراة الذهاب، أين عاد الفريق من بعيد وكان قريبا من الفوز رغم النقص العددي، لكن مع ذلك، ستكون مباراة متقاربة وصعبة، ولا يجب أن ننسى أن خير الدين مضوي لديه خبرة كبيرة في مثل هذه المباريات. فقد فاز بدوري أبطال إفريقيا مع وفاق سطيف، وهذا أمر ينساه البعض، ونقطة قوة خير الدين أنه يعرف جيدا كيف يوصل الرسالة إلى اللاعبين، وأعتقد أن الفريق القسنطيني إذا ما اعتمد على منفس الطريقة التي لعب فيها في 5 جويلية أمام مولودية الجزائر بأسلوب دفاعي محكم مع هجمات سريعة، فإنهم قد يشكلون تهديدًا كبيرا لاتحاد العاصمة ويقلبون الأمور لصالحهم.
