في أجواء لم تكن متوقعة من جمهور المنتخب السويدي، شهدت مباراة السويد ضد الجزائر مساء الثلاثاء في ستروبيري أرينا خيبة جماهيرية محلية واضحة، حيث سادت حالة من البرود والصمت على مدرجات الفريق المضيف، في وقت كانت فيه الجماهير الجزائرية هي صاحبة الصوت الأعلى والحضور الأقوى.
ورغم أن المباراة أُقيمت على الأراضي السويدية، فإن أصوات وهتافات مشجعي المنتخب الوطني الجزائري طغت على الأجواء داخل الملعب، وبدت وكأنها مباراة تُلعب في إحدى المدن الجزائرية، وهو ما أثار دهشة وسائل الإعلام السويدية، التي عبّرت عن اندهاشها من هذا المشهد غير المألوف.
حيث كشفت وصفت صحيفة SPORTBLADET الحضور الجماهيري المحلي بـ”الفشل الذريع”، مشيرة إلى أن الأجواء كانت مملة ومحزنة، خاصة أن المنتخب السويدي لم يجد الدعم المطلوب من جماهيره في مناسبة مهمة كهذه.
وبلغ عدد الحضور في ستروبيري أرينا 15,148 متفرجًا، وهو رقم اعتبره الإعلام المحلي متواضعًا قياسًا بحجم المناسبة ومكان إقامتها، في حين بدا واضحًا أن النسبة الأكبر من الحضور كانت من مناصري “الخضر”، الذين لم يتوقفوا عن الغناء والتشجيع طيلة مجريات اللقاء، في مشهد يعكس عمق العلاقة بين المنتخب الجزائري وجماهيره حتى خارج حدود الوطن.
كما ان الاعلام في السويد لم يخف خيبة الأمل من هذا الواقع، وتساءل حول الأسباب التي دفعت الجمهور السويدي إلى العزوف عن الحضور والتفاعل، بينما أظهرت الجماهير الجزائرية مرة أخرى أنها واحدة من أكثر الجماهير وفاءً وشغفًا في العالم، حيث لم تكتفِ بالتواجد، بل كانت المحرك الأساسي لأجواء اللقاء.
الواقع الذي فرضه الحضور الجماهيري الجزائري في قلب ستوكهولم فتح باب النقاش داخل الأوساط الرياضية السويدية حول علاقة الجمهور بمنتخبه الوطني، في حين اكتفت الجزائر بإرسال رسالة قوية مفادها أن روح المدرجات لا تعرف الحدود، وأن “الخُضر” لا يلعبون خارج الديار أبدًا، طالما أن جماهيرهم حاضرة.
