في سيناريو لم يتوقعه أشد المتفائلين، قبل انطلاق منافسة كأس أمم إفريقيا للسيدات المقامة حاليا في المغرب، حقق المنتخب الوطني الجزائري تأهلا تاريخيا إلى الدور ربع النهائي من المسابقة، دون انتظار نتائج مباريات الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات، والتي ستواجه فيها سيدات “الخضر” منتخب نيجيريا عشية اليوم الأحد،
فعلى الرغم من كل الظروف الصعبة التي واجهت لاعبات منتخبنا الوطني منذ أن وطأت أقدامهن أرض المغرب، من حملات إعلامية شرسة وممنهجة وضغط رهيب من بعض الأبواق الإعلامية وعلى منصات التواصل الاجتماعي من أجل تشويه صورتهن وصورة الجزائر عبر القاء التهم عليهم بمخالة لوائح وأخلاقيات الرياضة من إخلال إخفاء شعارات الجامعة المغربية لكرة القدم، وهي التهم التي شاهد العالم أجمع أنها باطلة بعد انتشار فيديو لشباب مغاربة متطوعون وهم يقومون بأنفسهم بتغطية شعار الجامعة المغربية في كراسي دكة بدلاء ملعب ” الأب جيغو”،
إلا أن كل هذا لم يثني اطلاقا من عزيمة زميلات اللاعبة المتألقة لينا بوساحة، واللائي تسلحن بإرادة فولاذية وأبقين كل تركيزهن على أرض الملعب، دون الالتفاف لشتى أنواع الاستفزازات الإعلامية المغربية القذرة، لتأتي العدالة الإلاهية لتنصفهن في وجه الظلم والافتراءات، وهذا بعدما تلقين سهرة السبت خبرا سارا انساهن كل الضغط، وهو ضمان التأهل رسميا إلى الدور ربع النهائي من الكان لأول مرة في تاريخ المشاركات الجزائرية، وهذا دون حتى انتظار نتيجة اللقاء الثالث أمام نيجيريا، وجاء هذا التأهل بعد فوز المنتخب المغربي على نظيره السنغالي ما ضمن لسيدات الخضر مكانان ضمن افضل المراكز الثلاث في البطولة، بما أنهن يمتلكن 4 نقاط بعد الفوز في اللقاء الأول أمام بوتسوانا ثم التعادل في الثانية أمام تونس.
هذا الإنجاز التاريخي والرائع الذي حققته ” محاربات الصحراء” في “كان” المغرب، ببلوغ الدور ربع النهائي من البطولة لا يعني أن شبليات المدرب فريد بن ستيتي، سيكتفين بهذا القدر وسيتساهلون فيما هو أت، بل على العكس سيزيدهن عزيمة وإرادة من أجل المضي قدما ومواصلة كتابة التاريخ ولم لا الذهاب إلى أبعد دور ممكن في البطولة القارية، وهذا سيكون أفضل رد على كل الحملات الممنهجة والأبواق الناعقة التي ستموت غيضا بتألق سيدات الخضر في العرس القاري.