كشفت فضيحة ملعب نيلسون مانديلا ببراقي عن سياسة البريكولاج المتواصلة التي ينتهجها المشرفين على قطاع الشباب والرياضة الذين أثبتوا مجددا عن عدم قدرتهم في توفير ملاعب معشوشبة طبيعيا، فرغم الأموال الكثيرة التي تم صرفها على أرضية ملعب براقي وكذلك المعدات المتطورة التي وفرتها الدولة الجزائرية من أجل المحافظة على أرضية الميدان، إلا أن مسؤولي القطاع أثبتوا عجزهم على التحكم و إدارة ملف العشب الطبيعي الذي أصبح حديث الجميع سواء في الجزائر أو خارج الوطن وأصبح يشكل صداع في رأس المسؤولين بعد أن عجزوا في مواجهة هذه المشكلة.
وقد تباهى مسؤول الشركة المكلفة بإنجاز أرضية الملعب براقي، بنوعية الأرضية” الهيبريد”، مؤكدا أنها تحتوي على نظام سقي عصري يستعمل لأول مرة في الملاعب الإفريقية، وبأن هذا النظام مجهز بكمبيوتر به تطبيق مربوط بواسطة ”الويفي” بمحطة الأرصاد الجوية للدار البيضاء بالعاصمة.
و حسب ذات المسؤول فإن هذه الطريقة تسمح بالحصول على معلومات من المحطة المعنية ما يساعد على برمجة أوتوماتيكية لسقي أرضية الميدان بكيفية فعالة استنادا إلى المعطيات المناخية المتحصل عليها. طرحت أرضية ميدان تحفة ملعب نيلسون مانديلا ببراقي، العديد من التساؤلات لدرجة أن المدرب الوطني شعر بغضب كبير، بسبب قرار منعه من إجراء حصة تدريبية على أرضية ميدانه قبل مواجهة الصومال؛ لأن المنظمين متخوفون من تضرر العشب. ويرى بلماضي أن هذا الواقع غبر مقبول، ولا يمكن الاقتناع بجميع التبريرات التي يتم تقديمها، بما أن الملعب كان مغلقًا منذ ماي الماضي، وكل هذه الأشهر كانت كافية للعمل على إعادة تجهيز الأرضية بأفضل الطرق مع توفر أحدث الوسائل.
المعيار الأساسي حسب الشركات المتخصصة بالعناية بأرض الملاعب الرياضية، هو وضع برنامج من بداية الموسم حتى نهايته لكيفية التعامل مع الظروف المناخية المتقلبة ونوعية المباريات وغزوة الحشرات والفيروسات العشبية، وكل هذا ضمن خطة مدروسة، وطبعاً مع توفر إمكانيات قادرة على صناعة الفارق، مثل الآلات والأدوية المضادة وغيرها، بدايةً من عملية القص التي يجب أن تكون مدروسة، إذ إن مستوى ارتفاع العشب خلال الموسم الكروي يتراوح بين 25 و30 ملم بحسب المعايير الدولية. كما يجب استعمال معدات تقص بشكل متواز، وذلك للحفاظ على نوعية عشب واحدة من دون الضغط على الأرضية. ومن المحبذ أن تشهد أرض الملعب نحو 20 عملية قص سنوياً، خصوصاً أن الشتاء يجعل عملية النمو سريعة جداً.
وحسب العديد من المختصين فإن صيانة الملاعب تقوم عبر مراحل متعددة أهمها الإزالة النهائية للعشب حتى الجذور لعملية التجديد وعادة ما تستغرق العملية يوماً واحداً لكل ملعب، والخطوة الثانية هي تصفية وتنظيف الأرضية وبذر التربة ببذور العشب الجديد وعادة ما تستغرق من يومين إلى ثلاثة أيام لكل ملعب، والخطوة قبل الأخيرة والتي تستغرق الوقت الأكبر تتمثل في انتظار نمو العشب والتي عادة ما تستغرق من أربعة إلى ستة أسابيع وهي المرحلة الأصعب والأكثر تكلفة حيث تحتاج لمتابعة كبيرة وتحتاج لكمية كبيرة من مياه الري تصل من 90 إلى 120 ألف لتر، والمرحلة الختامية وهي مرحلة قص العشب بالقياس المطلوب.