في بطولة تعجّ بالتحديات وتُقاس فيها النجومية بالمواقف الحاسمة، لم تكن كلوي نغازي مجرّد حارسة مرمى للمنتخب الجزائري للسيدات، بل كانت روحاً جديدة زرعت الطمأنينة في قلوب زميلاتها، ورمزاً للأناقة الكروية في أبهى صورها، تألّقها اللافت لم يمرّ مرور الكرام، حتى شبّهها البعض بالحارس التاريخي رايس وهاب مبولحي، بل وصفها آخرون بأنها النسخة النسوية منه.
منذ بداية مشوار المنتخب في دور المجموعات، كانت كلوي نغازي صمام الأمان، بحضورها المميز، وتركيزها العالي، وقراءتها الذكية للعب، لم تكن مجرّد متفرّجة على مجريات اللقاءات، بل كانت حاضرة في كل لقطة، بكل انزلاقة، بكل قفزة، بكل صرخة توجيه خلف الخط الأخير للدفاع.
حافظت نغازي على نظافة شباك المنتخب الوطني، لتكون أول حارسة في هذه النسخة من كأس إفريقيا للسيدات التي تحقق هذا الإنجاز في دور المجموعات، وهو ما جعل الجماهير والمتابعين يصفونها بـ”العنكبوت الأنيقة”، حيث جمعت بين الجمال الرياضي والكفاءة العالية، ونسجت بخيوط أدائها المتين شبكة من الثقة والصلابة.
تألقها اللافت لم يمرّ دون تتويج رسمي، حيث أعلنت “الكاف” عن اختيارها ضمن التشكيلة المثالية لدور المجموعات، بعد أدائها الكبير الذي جعلها أفضل حارسة مرمى في هذه المرحلة من البطولة، في اعتراف صريح بمستواها العالمي.
لم تكن الأرقام وحدها شاهدة على تميزها، بل حتى عدسات الكاميرا لم تستطع مقاومة سحر شخصيتها وتفاعلها داخل وخارج الملعب، الإعلام المحلي والقاري أشاد بها، وعديد المتابعين شبّهوا إطلالتها وحتى حركاتها بتلك التي اشتهر بها رايس مبولحي، رمز الحراسة الجزائرية لعقد من الزمن،
كلوي نغازي لم تضف فقط الثقة للتشكيلة، بل كانت إضافة نوعية قلبت موازين التوقعات، وأثبتت أن المنتخب النسوي بات يملك حارسة قادرة على رفع التحدي في أصعب المحطات.
أداء كلوي نغازي لم يكن مجرد تألق عابر، بل رسالة قوية أن الكرة النسوية الجزائرية تدخل مرحلة جديدة، بوجوه واعدة وإصرار حديدي على التميز. فمع “العنكبوت الأنيقة”، يتغيّر وجه المنتخب، وتُرسم ملامح جيل جديد قادر على صناعة التاريخ، بثقة وثبات على خطى الكبار.
