كشف مصادر مطلعة أن الاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف) يتجه نحو تقليص تدريجي لعدد الإجازات الممنوحة للاعبين الأجانب في أندية الدوري المحترف الأول. ووفقًا لنفس المصدر، فإن العدد سيخفض إلى 4 لاعبين فقط بداية من الموسم القادم، على أن يتم تقليصه مجددًا إلى 3 لاعبين بداية من موسم 2026-2027.
وأوضح المصدر ذاته أن الأندية التي تملك حالياً 5 لاعبين أجانب بعقود سارية ستُمنح استثناءً يسمح لها بالاحتفاظ بهم للموسم المقبل، غير أن إمكانية إشراكهم في المباريات ستبقى محدودة بأربعة لاعبين كحد أقصى على أرضية الميدان.
ويأتي هذا التوجه في ظل الانتقادات الواسعة التي طالت سياسة استقدام اللاعبين الأجانب، خصوصاً أن مساهمتهم الفنية لم ترقَ إلى مستوى التطلعات، حيث لم تتجاوز نسبة تأثيرهم في البطولة 34%، رغم الأموال الطائلة التي صُرفت على استقدامهم سواء من خلال شراء العقود أو الرواتب المرتفعة.
وقد شهدت البطولة الجزائرية تقلبات كثيرة فيما يخص استقدام الأجانب، إذ تم في سنة 2015، خلال عهدة الرئيس السابق محمد روراوة، فرض حظر تام على التعاقد معهم نتيجة كثرة النزاعات مع الأندية الجزائرية أمام “الفيفا” بسبب عدم تسديد مستحقات هؤلاء اللاعبين. لكن هذا القرار تم التراجع عنه في ماي 2017 من قبل خير الدين زطشي، مع السماح لكل نادٍ بالتعاقد مع لاعبين أجنبيين فقط. لاحقاً، تم رفع العدد إلى 5 إجازات في جويلية 2024 بطلب من رؤساء أندية القسم الأول، وقد لاقى هذا القرار تزكية اللجنة الفنية ومصادقة المكتب الفدرالي برئاسة وليد صادي.
الإجراءات الجديدة تعكس توجهاً واضحاً نحو ترشيد التسيير وتفادي تكرار أخطاء الماضي، وسط دعوات لتعزيز الاعتماد على المواهب المحلية وتطوير التكوين القاعدي.