يستعد الاتحاد الجزائري لكرة القدم، بقيادة رئيسه الجديد وليد صادي، لعقد أول اجتماع للمكتب الفيدرالي يوم 8 مارس 2025، بعد انتخابه لعهدة أولمبية تمتد حتى عام 2029. ويأتي هذا الاجتماع في ظرف خاص، حيث تسعى “الفاف” إلى إعادة ترتيب البيت الكروي الجزائري، من خلال تحديد المسؤوليات ورسم استراتيجية واضحة للنهوض بالكرة الوطنية، سواء على المستوى المحلي أو القاري.
من بين القضايا الرئيسية التي سيتم مناقشتها خلال هذا الاجتماع، توزيع المهام داخل المكتب الفيدرالي. وقد تم حسم العديد من التعيينات المهمة مسبقًا، حيث سيتولى كل من محمد الأمين سويڨ وناصر شلاب منصب نائبي الرئيس، فيما سيتولى حسن توميكنو رئاسة لجنة تنظيم كأس الجزائر، وجميل بركاش رئاسة اللجنة المالية. كما تم تعيين رضوان يقادي مسؤولًا عن اللجنة القانونية، بينما ستكون نجمة دراجي مكلفة بتطوير كرة القدم النسوية، في خطوة تهدف إلى تعزيز حضور المرأة في الرياضة الجزائرية. أما فيما يخص التحكيم، فسيترأس بوتوت عبد الجليل اللجنة المختصة، بينما ستشهد اللجنة الطبية تغييرًا بعد تنحي جمال الدين دمارجي، حيث سيتم تعيين خليفة له خلال الاجتماع.
ويأتي انعقاد هذا الاجتماع في ظل أجندة مزدحمة، حيث يستعد وليد صادي والأمين العام تدير بوزناد للسفر إلى القاهرة يوم 10 مارس، لحضور الجمعية العامة الانتخابية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف). وتشكل هذه المناسبة فرصة هامة للجزائر لتعزيز حضورها في الهيئات القارية، خاصة مع ترسيم عودة صادي إلى المكتب التنفيذي للكاف كممثل وحيد عن اتحاد شمال إفريقيا، وهو ما يعكس رغبة الجزائر في لعب دور محوري داخل المنظومة الكروية الإفريقية.
وبالإضافة إلى المسائل الإدارية، تواجه “الفاف” عدة تحديات خلال المرحلة القادمة، أبرزها إعادة هيكلة الاتحاد وتعزيز الحوكمة، إلى جانب تطوير مستوى المنافسة المحلية وتحسين ظروف كرة القدم الجزائرية. كما تولي الهيئة أهمية كبيرة لدعم كرة القدم النسوية عبر استراتيجيات جديدة، بالإضافة إلى تحسين منظومة التحكيم لضمان النزاهة والشفافية في المسابقات الوطنية. وعلى المستوى الدولي، تسعى “الفاف” إلى تعزيز تواجد الجزائر في الهيئات الكروية الكبرى، سواء على مستوى “الكاف” أو “الفيفا”، بهدف التأثير في صناعة القرار الرياضي.
ومن خلال هذا الاجتماع الأول، يطمح الاتحاد الجزائري لكرة القدم إلى وضع أسس جديدة لعمله خلال السنوات القادمة، عبر توزيع المهام بشكل فعال وتحديد الأولويات بوضوح. ومع التوجه نحو إصلاحات عميقة، يبدو أن “الفاف” تستعد لمرحلة جديدة بطموحات كبيرة، تهدف إلى الارتقاء بمستوى كرة القدم الجزائرية، وتعزيز حضورها على الساحة القارية والدولية.