أعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) عن تعيين الحكم الغابوني بيار غيسلان أتشو لإدارة مباراة شبيبة القبائل أمام اتحاد المنستير التونسي، المقرّرة يوم 17 أكتوبر الجاري بمدينة صفاقس، ضمن ذهاب الدور التمهيدي الثاني من دوري أبطال إفريقيا.
ويُنتظر أن يحظى اللقاء باهتمام خاص من الجماهير الجزائرية، بالنظر إلى طبيعته المغاربية، والتحدي الذي تمثّله العودة إلى المنافسة القارية بالنسبة لـ”الكناري” الباحث عن بداية قوية في مشواره الإفريقي الجديد.
تاريخ مثير للجدل مع الكرة الجزائرية
لم يمرّ قرار تعيين الحكم أتشو مرور الكرام، إذ يحمل اسمه ذكريات غير مريحة للجماهير الجزائرية، بعدما كان طرفا في عدة مواجهات أثارت الجدل، سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية.
فخلال كأس أمم إفريقيا 2023 التي احتضنتها كوت ديفوار، كان أتشو ضمن طاقم تقنية الفيديو (VAR) في لقائي الجزائر ضد أنغولا والجزائر ضد بوركينا فاسو، وهما مباراتان عرفتا قرارات تحكيمية مثيرة للجدل اعتُبرت مجحفة في حق “الخضر”.
وقد دفعت تلك الأحداث الاتحادية الجزائرية لكرة القدم إلى تقديم احتجاج رسمي أمام الكاف بسبب ما وصفته بـ”أخطاء مؤثرة على نتيجة اللقاء”.
كما سبق للحكم الغابوني أن كان محلّ جدل خلال بطولة إفريقيا للمحليين الاخيرة، عندما تغاضى، بصفته حكما مساعدا في تقنية الفيديو، عن تدخل واضح ضد مهدي مرغم داخل منطقة العمليات في لقاء الجزائر وجنوب إفريقيا، وهي لقطة أجمع كثيرون على أنها “ركلة جزاء صريحة”.
تأثير محتمل وضرورة التحضير الذهني
هذه السوابق جعلت اسم أتشو يثير القلق في الشارع الرياضي الجزائري قبل مواجهة صفاقس.
ورغم أن الكاف جددت ثقتها فيه بعد فترة غياب عن الساحة القارية، فإنّ تعيينه في لقاء يحمل حساسية مغاربية كهذا يُعدّ بمثابة إنذار مبكر لشبيبة القبائل.
في المقابل، تدرك إدارة النادي والطاقم الفني أن التركيز على التحضير الذهني والانضباط داخل الميدان هو السبيل الأنجع لتفادي أي تأثير خارجي محتمل، خصوصا وأن المباراة تلعب خارج الديار أمام منافس يملك قاعدة جماهيرية كبيرة ودوافع قوية.
يبقى الحكم أتشو أحد الأسماء التي تثير الانقسام في القارة السمراء، بين من يعتبره حكما ذا خبرة واسعة، ومن يرى فيه رمزا للجدل التحكيمي في إفريقيا.
ومع اقتراب موعد اللقاء، ستتجه الأنظار ليس فقط إلى أداء شبيبة القبائل فوق أرضية الميدان، بل أيضا إلى صافرة أتشو التي ستكون، دون شك، تحت المجهر.