تتجه الأنظار إلى المنتخب السوداني الذي يواصل كتابة اسمه بين الكبار في القارة السمراء، رغم الظروف الصعبة التي يعيشها بلده بسبب الحرب وتوقف النشاط الكروي المحلي. فبينما تفتقد الأندية السودانية لنسق المباريات التنافسية منذ أشهر طويلة، ظهر “صقور الجديان” بروح عالية وإصرار لافت في مختلف المنافسات القارية، ليكسب احترام الجميع بفضل نتائجه المبهرة في سنة استثنائية بكل المقاييس. فقد نجح في ضمان تأهله إلى نهائيات كأس إفريقيا المقبلة بالمغرب، كما قدّم عروضاً قوية في تصفيات كأس العالم، إلى جانب وصوله إلى نصف نهائي بطولة “الشان”، وهو ما يعكس روح التحدي التي تسكن عناصره.
هذا الأداء يجعل من المنتخب السوداني منافساً صعب المراس في كأس إفريقيا، حيث أوقعته القرعة في مجموعة تضم المنتخب الجزائري، أحد أبرز المرشحين للتتويج باللقب. المباراة بين المنتخبين ستكون محط أنظار الجماهير العربية والإفريقية، خاصة وأن “صقور الجديان” يدخلون البطولة بلا ضغوط كبيرة، لكن بطموحات مضاعفة لإثبات الذات ومقارعة أقوى المنتخبات.
تأهل مستحق للكان رغم التحديات
نجح المنتخب السوداني في ضمان بطاقة العبور إلى كأس إفريقيا بعدما أنهى التصفيات في المركز الثاني برصيد 8 نقاط، خلف أنغولا المتصدر. وجاء المشوار متوازناً، حيث سجل الفريق انتصارين وتعادلين مقابل هزيمتين، ليؤكد قدرته على التنافس رغم غياب الدوري المحلي لأسباب أمنية مرتبطة بالحرب. هذا التأهل يعد إنجازاً مضاعفاً، لأنه تحقق في ظل توقف النشاط الكروي الداخلي الذي كان يمثل خزّان المواهب للمنتخب.
مشوار بارز في تصفيات كأس العالم
ورغم الخسارة الأخيرة أمام المنتخب السنغالي بهدفين دون رد، يواصل “صقور الجديان” التمسك بحظوظهم في تصفيات كأس العالم. إذ يحتل المنتخب السوداني حاليا المركز الثالث في مجموعته بـ12 نقطة، متساوياً مع السنغال ومتأخراً بفارق ضئيل عن الكونغو الديمقراطية المتصدرة. ورغم أن الهزيمة قلّصت من هامش المناورة، إلا أن الطريق لا يزال مفتوحاً أمام السودانيين للمنافسة على إحدى بطاقات التأهل، خاصة مع المستويات الجيدة التي قدمها الفريق في الجولات السابقة، حيث جمع 3 انتصارات و3 تعادلات، ليؤكد أنه منافس جدي رغم كل الظروف.
مواجهة الجزائر وأبرز نجوم “صقور الجديان”
في كأس إفريقيا القادمة، يضع المنتخب السوداني مواجهة الجزائر في حساباته كأحد أصعب التحديات في المجموعة، لكنها في الوقت ذاته فرصة لإثبات جدارته أمام بطل قاري سابق. يمتلك “صقور الجديان” عناصر مميزة قادرة على صناعة الفارق، أبرزهم المهاجم محمد عبد الرحمن الشهير بـ”الغربال”، الذي يعد هداف المنتخب وأحد أهم ركائزه، إضافة إلى لاعب الوسط الشاب وليد حسن صاحب النزعة الهجومية، والحارس علي أبو عشرين الذي يُعتبر من أبرز حماة العرين في القارة الإفريقية. هذه الأسماء تمنح الفريق شخصية قوية داخل الملعب، تجعل من مواجهته اختباراً جدياً لأي منافس مهما كان اسمه.
حضور قوي في بطولة “الشان”
في بطولة إفريقيا للاعبين المحليين “الشان”، أثبت المنتخب السوداني قدرته على منافسة أفضل منتخبات القارة، حيث بلغ نصف النهائي بعد مشوار مميز. البداية كانت بمواجهة الجزائر في ربع النهائي، حيث انتهت المباراة بالتعادل قبل أن يحسمها السودانيون بركلات الترجيح. غير أن مشوارهم توقف في نصف النهائي بعد خسارة صعبة أمام مدغشقر، في مباراة شهدت مستويات فنية عالية.