تشهد البطولة الوطنية في قسما المحترف الأول، واحدة من أكثر النسخ إثارة في السنوات الأخيرة، بعدما امتد صراع اللقب إلى الجولة الأخيرة، في مشهد لم يتكرر منذ عام 2019، حيث سيمتد التنافس على نيل اللقب الى غاية الانفاس الاخيرة من عمر الدوري بين مولودية الجزائر والغريم شباب بلوزداد.
مولودية الجزائر، الأقرب نظريًا للتتويج، تدخل الجولة الأخيرة وهي بحاجة إلى نقطة فقط لضمان اللقب الثاني على التوالي ، مستفيدة من صلابة دفاعها الذي لم يُخترق سوى في 19 مناسبة فقط، كأفضل خط دفاع في البطولة. تشكيلة المدرب بن يحيى لم تكن الأشرس هجوميًا، لكنها كانت الأكثر توازنًا وثباتًا، حيث لم تُهزم سوى مرتين منذ بداية الموسم، مما منحها الأفضلية في سلم الترتيب رغم التساوي في عدد الانتصارات مع منافسيها.
من جهته، يتمسك شباب بلوزداد ببصيص من الأمل، إذ يسعى لتحقيق الفوز في آقبو أمام شبيبة بجاية وانتظار “معجزة” من نجم مقرة قد تطيح بالمولودية. البلوزداديون يمتلكون أقوى هجوم في الدوري بـ44 هدفًا، بفضل نجاعة هدافهم محيوص، لكن خسائر الفريق الخمس عقدت طريقه نحو التتويج رغم قوته الهجومية.
المشترك بين الفريقين هو أن كل منها حقق 15 انتصارًا في 29 جولة، في مؤشر واضح على تكافؤ المنافسة. الفوارق صُنعت في التفاصيل، سواء عبر الثبات الدفاعي، الفعالية الهجومية، أو حسم المواجهات المباشرة، ما يمنح الجولة الأخيرة طابعًا استثنائيًا.
بعيدًا عن الحسابات الرياضية، فإن تتويج مولودية الجزائر إن تحقق، سيؤكد مجددًا المقولة الكروية الشهيرة “الهجوم يسجل الأهداف، والدفاع يحصد الألقاب”، بينما يبقى طموح شباب بلوزداد مرهونًا بنتائج الغير في انتظار لحظة قد تقلب موازين القمة في الثواني الأخيرة من عمر البطولة.