مع اقتراب انطلاق الموسم الكروي 2025-2026، تبدو الأندية الجزائرية في مواجهة تحديات غير مسبوقة، فبعد إغلاق ملاعبها الرئيسية مثل ملعب 5 جويلية ونيلسون مانديلا لأعمال العصرنة، تجد الفرق الكبرى مثل مولودية الجزائر، شباب بلوزداد، واتحاد العاصمة نفسها مجبرة على اللعب فوق ملاعب ذات أرضيات اصطناعية، وهو ما يطرح تساؤلات كبيرة حول تأثير هذا التحول على الأداء الفني وصحة اللاعبين، بل وحتى على الجماهير، هل ستتمكن الأندية من التأقلم مع هذا الواقع الجديد؟ وكيف سيكون تأثير ذلك على نتائجها في البطولة؟
الانتقال من العشب الطبيعي إلى الاصطناعي ليس بالأمر السهل على الأندية واللاعبين على حد سواء، الأرضيات الاصطناعية تؤثر على طريقة اللعب، حيث تكون الكرة غير متوقعة في ارتداداتها وسرعتها، مما يتطلب تعديلًا في أسلوب اللعب، خصوصًا بالنسبة للأندية التي تعتمد على التمرير القصير والبناء من الخلف، لكن الأندية قد تبدأ في التكيف عبر التركيز على تحضير بدني خاص، حيث ستقوم بتعديل التدريبات لتتناسب مع طبيعة الأرضيات الاصطناعية، هذا التحضير يتضمن زيادة تمارين التقوية العضلية، خاصة في المناطق التي تتعرض للإجهاد مثل الركبة والكاحل، فضلاً عن زيادة التركيز على الراحة والتعافي بين المباريات.
الملاعب البديلة مثل ملعب عمر بن رابح وملعب 20 أوت ستستقبل المباريات في هذه المرحلة الانتقالية، ومع ذلك، فإن تجهيز هذه الملاعب يتطلب صيانة عاجلة لضمان الحد الأدنى من المعايير، إصلاح الأرضية الاصطناعية، تأهيل غرف الملابس، تحسين الإضاءة، وتوفير المرافق الضرورية لجماهير الفرق، كلها عوامل حاسمة لإنجاح الموسم، فالملاعب المؤقتة يجب أن تكون جاهزة لضمان راحة اللاعبين والجماهير، حتى لو كانت ليست بالمستوى المطلوب للمباريات الدولية.
الموسم المقبل سيكون موسماً مليئاً بالتحديات، الأندية ستواجه صعوبة في التكيف مع ظروف الملاعب الجديدة في البداية، وقد نشهد تراجعًا في مستوى الأداء الفني لبعض الفرق بسبب التكيف مع الأرضيات الاصطناعية، ولكن، بعد مرور أول 6 إلى 7 جولات من البطولة، سيبدأ التوازن في الظهور تدريجيًا، وستتمكن الفرق التي تمتلك أعدادًا كبيرة من اللاعبين الجاهزين بدنيًا وتقنيًا من العودة إلى مستوياتها السابقة، الفارق سيكون على الأغلب في قدرتها على التكيف مع الظروف الجديدة، مما يجعل العامل البدني والنفسي محوريًا.
موسم 2025-2026 يمثل نقطة تحول في تاريخ الكرة الجزائرية، هذه المرحلة ليست مجرد اختبار للملاعب أو الأرضيات الاصطناعية، بل هي اختبار حقيقي لمرونة الأندية وقدرتها على التكيف مع الظروف الصعبة، في ظل هذه التحديات، سيكون على الأندية تقديم أفضل ما لديها من استعدادات بدنية وفنية لتخطي هذه الأزمة، وتحقيق نتائج جيدة في البطولة، الروح القتالية، التحضير الجيد، والإرادة هي المفاتيح التي ستساعد الفرق على النجاح في موسم المقبل.