تُعد مولودية الجزائر من بين أكثر الأندية الجزائرية تتويجًا بالألقاب المحلية، ورغم عراقة اسمها، فإن أبرز ألقابها في العقدين الأخيرين جاءت في فترات متباعدة، وبقيادة مدربين أجانب في الغالب، بينما تألق المدربون المحليون في في منافسة كأس الجمهورية.
الفرنسي براتشي ينهي سنوات العجاف ويعيد الألقاب الى بيت المولودية
افتتحت المولودية هذه الحقبة الذهبية تحت قيادة المدرب الفرنسي آلان ميشال براتشي الذي أعاد الانضباط الفني للفريق، وقاده للتتويج بلقب كأس الجزائر 2006 بعد فوز مستحق في النهائي أمام الغريم اتحاد العاصمة، حيث قدم الفريق مشوارًا ثابتًا وحقق التفوق الذهني والبدني أمام كبار المنافسين. التتويج الثاني جاء سريعًا في كأس السوبر الجزائري 2006، ليُتوّج المولودية بلقبين رسميين في فترة وجيزة، تحت قيادة أجنبية أعادت الروح للفريق وأرضت الجماهير العطشى للإنجازات.
الإيطالي فابرو يقود العميد لثنائية الكأس والسوبر
في موسم لاحق، وتحديدًا سنة 2007، جاء الدور على المدرب الإيطالي إنريكو فابرو، الذي واصل المسيرة التتويجية للنادي، حيث ظفر بـكأس الجزائر 2007 بفضل تنظيم تكتيكي عالي المستوى، ثم توّج بـكأس السوبر الجزائري 2007، محققًا هو الآخر ثنائية تاريخية للنادي. شخصية فابرو الفنية المتمثلة في الانضباط الدفاعي والفعالية الهجومية سمحت للفريق بفرض نفسه على الساحة المحلية.
براتشي يعود ويهدي المولودية البطولة السابعة
عاد براتشي في مغامرة ثانية ناجحة، وقاد المولودية إلى التتويج بلقب الرابطة المحترفة الأولى بعد غياب دام أحد عشر عامًا عن منصة الدوري. المولودية أنهت الموسم في صدارة البطولة بأداء قوي وثابت، رغم المنافسة الشرسة، واستفادت من الخبرة التكتيكية لبراتشي، الذي كان يعرف جيدًا خبايا الكرة الجزائرية. هذا التتويج اعتُبر وقتها بمثابة عودة رسمية للمولودية إلى القمة، وأعاد للفريق مكانته المرموقة محليًا.
المغترب بوعلي يترك بصمته بالكأس السابعة
جاء الدور هذه المرة على المدربين المحليين، حيث تمكن فؤاد بوعلي من قيادة المولودية إلى الظفر بلقب كأس الجزائر 2014، بعد مشوار صعب وناجح، تمكن خلاله الفريق من تجاوز فرق قوية وبلوغ النهائي، الذي توج فيه باللقب بعد فوز ثمين. هذا التتويج أعاد الثقة في المدرب الوطني، وكرّس مكانة الكأس كمجال تقليدي لتألق المدربين الجزائريين مع المولودية.
ابن الفريق عمروش يتوج بالكأس الثامنة
في تتويج محلي جديد، استطاع المدرب الجزائري لطفي عمروش أن يهدي الفريق لقب كأس الجزائر 2016 بعد مشوار متزن، أعاد من خلاله بناء الثقة في التشكيلة الأساسية واستثمار إمكانيات اللاعبين الشباب. هذا اللقب كان تتويجًا للعمل الهادئ والصامت، وعزز سجل المولودية في المسابقة التي تعتبر الأكثر ارتباطًا بالمدرب الجزائري.
الفرنسي بوميل يعيد اللقب الغائب في موسم استثنائي
بعد سنوات من الغياب عن منصة الدوري، عاد الفريق للواجهة بقيادة المدرب الفرنسي باتريس بوميل، الذي قاد الفريق إلى التتويج بلقب الرابطة المحترفة الأولى 2024 بفضل مشروع فني محكم، جمع بين الاستقرار التكتيكي والانضباط داخل المجموعة. بوميل استطاع أن يعيد التوازن داخل التشكيلة ويحوّل المولودية إلى فريق تنافسي على مدار الموسم، ليكون بذلك المدرب الأجنبي الثاني بعد براتشي الذي يحقق لقب الدوري مع النادي.
التونسي بن يحيى يخلد اسمه في السجل الذهبي
واصلت مولودية الجزائر التألق محليًا، وأضافت إلى خزائنها لقب الدوري الجزائري 2025 تحت قيادة المدرب التونسي خالد بن يحيى، الذي نجح في الحفاظ على استمرارية النجاح والبناء على ما تركه بوميل. بن يحيى طبع أسلوبه الخاص في الفريق، من خلال صرامة تكتيكية وقدرة على تسيير اللحظات الحرجة في نهاية الموسم، ليمنح النادي ثالث ألقابه المتتالية في البطولة، وهو إنجاز لم يتحقق منذ عقود طويلة، وأكد من خلاله أن المولودية دخلت عصرًا جديدًا من الهيمنة المحلية.
للتذكير في الاخير آخر مدرب جزائري توج بلقب البطولة الوطنية مع مولودية الجزائر كان المرحوم عبد الحميد كرمالي سنة 1999، بينما بقيت كأس الجزائر الحقل الأخصب لنجاحات المدربين المحليين، مع تتويجين في آخر عشر سنوات (بوعلي 2014 وعمروش 2016). أما بطولات الدوري، فقد ظلت خلال العقدين الأخيرين محصورة في سجلات مدربين أجانب، من براتشي إلى بوميل وبن يحيى، مما يعكس توجهًا واضحًا نحو المدرسة التدريبية الأجنبية في المنافسات الكبرى.
