بعد أكثر من شهر من المنافسة الشاقة وسط أجواء مناخية صعبة بين حرارة الصيف والعواصف الاستوائية، سيسدل الستار على أول نسخة موسعة لكأس العالم للأندية بمشاركة 32 فريقا. النهائي المرتقب سيجمع بين عملاقين من القارة العجوز: باريس سان جيرمان وتشيلسي، على ملعب “ميتلايف” بمدينة نيويورك، لتحديد هوية أول بطل للعالم في هذه الصيغة الجديدة.
ويدخل باريس سان جيرمان هذه المباراة بنشوة موسم استثنائي توج خلاله بكل البطولات الممكنة على المستوى المحلي والقاري: الدوري الفرنسي، كأس فرنسا، كأس الأبطال، ودوري أبطال أوروبا، والآن يبحث عن التتويج الخامس الذي سيكلّل موسمه بالذهب.
تحت قيادة المدرب لويس إنريكي، ظهر الفريق الباريسي كآلة كروية لا ترحم. من سحق أتلتيكو مدريد وريال مدريد برباعية نظيفة، إلى الفوز على بايرن ميونيخ رغم النقص العددي، أثبت الفريق أنه لا يقهر داخل المستطيل الأخضر.
وحتى في ظل الغيابات، بقي الفريق متماسكاً بفضل منظومته الجماعية وانضباطه التكتيكي.
عثمان ديمبيلي كان نجم البطولة حتى الآن، وهو الآن المرشح الأبرز لنيل الكرة الذهبية هذا العام، خاصة إذا نجح في قيادة فريقه للتتويج بلقب آخر.
“نحن نعلم أهمية هذه المباراة، هي فرصة لا تتكرر كل أربع سنوات”، قال القائد ماركينيوس، مضيفاً: “سنفعل كل ما بوسعنا لنختم الموسم بأفضل صورة ممكنة”.
من جهة أخرى، وصل تشيلسي إلى النهائي بفضل مسيرة تصاعدية بقيادة المدرب الإيطالي إنزو ماريسكا، الذي أعاد ترتيب البيت اللندني بعد مواسم مضطربة.
بعد التتويج بدوري المؤتمر الأوروبي وضمان التأهل لدوري الأبطال، أظهر الفريق شخصية قوية رغم أن طريقه للنهائي كان أقل وعورة من نظيره الباريسي. فقد تفوق على بنفيكا، بالميراس، وفلومينينسي، لكن دون مواجهة فرق من الصف الأول مثل تلك التي اصطدم بها باريس.
الوافد الجديد جواو بيدرو أعطى دفعة هجومية مهمة، لكن علامات استفهام كبيرة تحيط بخط الدفاع، حيث لم يجد ماريسكا حتى الآن رباعياً ثابتا يمكنه الاعتماد عليه أمام هجوم ناري كالذي يمتلكه سان جيرمان.
“نحن لسنا ريال مدريد أو إنتر ميامي، لا يمكن لباريس أن يتوقع منا نفس الأسلوب”، قال المدافع ليفي كولويل. “سنلعب بطريقتنا الخاصة ونفاجئهم”.
المباراة ستكون معركة ضغط عالي وإيقاع بدني مرتفع، مع الاعتماد على مهارات الأجنحة في الفريقين. قدرة تشيلسي على مجاراة هذا الضغط ستحدد كثيرا من مجريات اللقاء.
باريس سان جيرمان يبدو المرشح الأقوى على الورق، لكنه يدرك جيداً أن الاستهانة بتشيلسي قد تكون فخاً قاتلاً، خاصة أن الفريق الإنجليزي يتمتع بخبرة كبيرة في النهائيات، وسبق له أن حقق المفاجأة في مناسبتين بنهائي دوري الأبطال، حين توج باللقب أمام بايرن ميونخ في 2012 ومانشستر سيتي في 2021، رغم أنه لم يكن المرشح الأبرز في كلا المرتين
الأنظار تتجه إلى ميتلايف ستاديوم مساء اليوم الأحد بداية من الساعة الثامنة مساء بتوقيت الجزائر، حيث سيكتب فصل جديد في تاريخ كرة القدم. فهل يحقق باريس سان جيرمان الخماسية التاريخية؟ أم أن تشيلسي سيصنع المفاجأة ويُسقط البطل الأوروبي؟