مرة أخرى، يجد المنتخب الوطني نفسه أمام مأزق جديد بسبب قلة انضباط المدافع رامي بن سبعيني، وهذه المرة بعد نيله بطاقة صفراء مجانية في مباراة بوتسوانا، إثر نرفزة زائدة وتشاجره غير المبرر مع اللاعب سيسينيي، ما سيكلفه الغياب عن المواجهة القادمة أمام غينيا ضمن تصفيات كأس العالم 2026.
هذا التصرف لم يؤثر فقط على زملائه في أرضية الميدان، بل انعكس أيضا على الجماهير التي حضرت بكثافة إلى ملعب الحسين آيت أحمد بتيزي وزو، حيث قامت فئة من الأنصار برمي القارورات على أرضية الميدان ولاعبي بوتسوانا، وهو ما دونه محافظ اللقاء. مشاهد من هذا النوع تعطي صورة سلبية عن أنصار المنتخب الجزائري، خصوصا في منافسات دولية تُتابع من قبل وسائل الإعلام العالمية.
ولعل المقلق أكثر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتسبب فيها بن سبعيني بقرارات متهورة تضعف صفوف الخضر. الجميع يتذكر حادثة مباراة الذهاب أمام الكاميرون في تصفيات المونديال 2022، حين تماطل في تنفيذ رمية تماس، ليتحصل على بطاقة صفراء من الحكم البوتسواني جوشوا بوندو. ذلك الإنذار حرمه من خوض مباراة العودة المصيرية في تشاكر، ما أجبر المدرب جمال بلماضي على إشراك يوسف عطال في غير مركزه، وهو ما ساهم بشكل مباشر في ضياع حلم المونديال لجيل كان قبل سنوات فقط بطلا لإفريقيا.
الآن، يبدو أن السيناريو يعيد نفسه. بطاقة صفراء مجانية جديدة، وغياب عن مباراة غينيا، المنافس المباشر للمنتخب الوطني في المجموعة السابعة. غياب قد يكون مؤثرا في ظل معاناة الخضر دفاعيا: ثنائية ماندي وتوغاي لا تقدم المطلوب، عطال بعيد عن مستواه، آيت نوري مصاب وغائب، والدفاع يتلقى أهدافا كثيرة بسبب أخطاء فردية متكررة. ومع أن المنتخب لا يفصله سوى أربع نقاط عن ضمان التأهل حسابيا، إلا أن مواجهة غينيا قد تحدد بنسبة كبيرة مصير التأهل، حيث أن الفوز في الدار البيضاء يعني قطع شوط هائل نحو المونديال.
المفارقة أن نسخة رامي بن سبعيني مع المنتخب تختلف كليا عن تلك التي نشاهدها مع فريقه الألماني بوروسيا دورتموند. هناك يظهر أكثر هدوءا ورزانة، مدافعا واثقا يعطي الأمان لزملائه، بينما مع الخضر يتكرر مشهد التهور والاعتراضات غير المبررة. وهو أمر غير مقبول من لاعب بلغ الثلاثين من عمره، ويملك أكثر من عشر سنوات خبرة دولية، ويعد أحد ركائز المنتخب وقائدا داخل الميدان.
على بن سبعيني أن يدرك أن مكانته كقدوة لزملائه ونجوميته تضع عليه مسؤولية مضاعفة، وأن التهور لا يليق بلاعب في مثل خبرته. المطلوب هو المزيد من التركيز والانضباط، لأن المنتخب الوطني لا يحتمل تكرار نفس الأخطاء التي حرمت الجماهير من أحلام كبيرة في محطات سابقة، وقد تعرقل مسيرته في استحقاقات قادمة.