لم يتمكن المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم، أقل من 20 سنة، من حفظ ماء الوجه في مشاركته الأخيرة في بطولة شمال أفريقيا، بعد أن انهزم في مبارياته الأربعة في دورة شمال إفريقيا ، الجارية بتونس.
وتكبد أشبال المدرب مانع خسارة في لقاء الجولة الرابعة، أمام المنتخب الليبي بريمونتادا مثيرة بعدما قلب هذا الأخير تأخره بثلاثية نظيفة الى انتصار 3-4، وتقدم المنتخب الجزائري بثلاثية في الشوط الاول عن طريق سيد احمد عيساوي (20) وريان القلي (21) وكحيلي بن احمد (41 ض ج) لكن المنتخب الليبي تمكن في الشوط الثاني من قلب المعطيات وسجل اربعة اهداف بإمضاء كل من عبد الرحمان الجهان (69 و75) ومحمد عبد الله (81) ومحمد عبد الهادي (4+90).
وهذه الخسارة هي الرابعة على التوالي للمنتخب الجزائري لينهي الدورة في المركز الخامس والاخير بصفر من النقاط.
خسارة خلفت جملة من الانتقادات وردود الأفعال للكرة الجزائرية التي صبت أساسا في الواقع البئيس الذي تعرفه الكرة الجزائرية خاصة من ناحية واقع سياسة التكوين التي لا ترتقي بحسب الكثير من المتتبعين إلى متطلبات النهوض بالفئات الشبانية وفق إستراتيجية فعالة تنعكس بالإيجاب على كرتنا محليا وقاريا ودوليا.
ويعد مشوار المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة في دورة شمال أفريقيا في تونس، تحصيل حاصل لمجموعة من النكسات عرفتها الفئات الشبانية في هذا الجانب، من ذلك إقصاء منتخب الأواسط من الدور الأول خلال العاب البحر المتوسط التي جرت بوهران، سبقتها مسيرة مخيبة لمنتخب أقل من 20 سنة في دورة شمال إفريقيا منذ عامين، ما حال دون التواجد في نهائيات كاس أمم إفريقيا بموريتانيا، وكذلك إقصاء منتخب أقل من 17 سنة للمشاركة في كأس أمم إفريقيا التي كانت قد جرت بتنزانيا، إضافة إلى فشل منتخب أقل من 20 سنة في الوصول إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 بالنيجر، ناهيك عن إقصاء المنتخب المحلي أمام ليبيا سنة 2017 وعدم التأهل لـ”الشان”،
من جانبه المنتخب الأولمبي كان مصيره هو الآخر الإقصاء من “الكان” في نفس الفترة. كما سبق لمنتخب المحليين أن أقصي من “الشان” بعد الخسارة بثلاثية أمام المغرب، وذلك بعد أيام قليلة عن صدمة خروج المنتخب الأولمبي من التصفيات المؤدية إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019، عقب خسارته أمام غانا، وفشله آليا في التواجد في أولمبياد طوكيو 2020. إضافة الى منتخب أقل من 23 سنة الذي خسر تأشيرة التأهل لنهائيات كأس إفريقيا والألعاب الأولمبية القادمة، مثله مثل منتخب أقل من 20 سنة الذي أشرف عليه المدرب لسات لم يتأهَّل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا، إضافة الى منتخب أقل من 17 سنة الذي أخفق في التأهل الى نهائيات كاس العالم بعد خاسرته أمام المغرب في الدور ربع النهائي.
و يتأكد الأن توالي النكسات على مستوى المنتخبات الشبانية والمحلية مقابل إنجازات قليلة ونادرة منذ فجر الاستقلال حتى الآن. إنجازات يمكن عدها على أصابع اليد الواحدة، ما يؤكد غياب الاهتمام بسياسة التكوين من الناحية المادية والكفاءات الفنية وغيرها من المتطلبات، حيث يحتفظ الجزائريون ببعض الإنجازات، على غرار تتويج منتخب الأواسط بكأس إفريقيا 78 ومشاركته في نهائيات مونديال 79 باليابان، وكذلك تنشيط نهائي كأس فلسطين بالجزائر عام 1985، كما نشط المنتخب الأولمبي نهائي ألعاب البحر المتوسط 93 بفرنسا، في الوقت الذي توج منتخب أقل من 17 سنة بكأس العرب خريف 2022 أمام المنتخب المغربي، وهي إنجازات قليلة ونادرة.
وحسب أغلب الاختصاصيين فإن سبب إخفاقات المنتخبات الشبانية الجزائرية هو أن الرؤساء الذين تداولوا على “الفاف” ورؤساء الأندية لا يعيرون أي اهتمام لهذه الفئة مقارنة بفئة الأكابر.. فاللاعبون الشبان في الجزائر يتدربون سويعات أسبوعيا فقط، وفي ملاعب لا تستوفي الشروط، وتحت إشراف مدربين أغلبهم لا يملكون شهادات.. عكس المنتخبات في البلدان الأخرى التي تعتبر فئة الشبان هي الخزان الأول للفريق الأول.. زد على ذلك أن الجميع لا يستخلص الدروس من الإخفاقات السابقة المتتالية، ما يجعل دار لقمان تبقى على حالها.