لا تزال الذاكرة الجماعية للكرة الجزائرية تحتفظ بمرارة حادثة إنهيار مدرجات ملعب 20 أوت 1955 بالعناصر في 26 نوفمبر 1982، التي أودت بحياة عشرة مشجعين وخلفت أكثر من 500 جريح، في مباراة كلاسيكية بين نصر حسين داي ومولودية الجزائر. الحادثة التي تزامنت حينها مع الحضور الجماهيري الكبير لمتابعة نجوم ملحمة”خيخون” بعد مشاركتهم البطولية في مونديال إسبانيا، كانت وما تزال تعتبر من أسوأ الكوارث التي شهدتها الملاعب الجزائرية منذ الاستقلال.
لكن بعد مرور 43 سنة على تلك المأساة، ها هو التاريخ يعيد نفسه، في سيناريو مؤلم جديد، وهذه المرة بملعب 5 جويلية الأولمبي، مساء السبت، خلال لقاء تتويج مولودية الجزائر بلقب البطولة الوطنية أمام نجم مقرة، لحساب الجولة الأخيرة من الموسم.
فرحة الأنصار التي ملأت المدرجات سرعان ما تحولت إلى فاجعة، بعد انهيار السياج الحديدي للمدرجات العلوية رقم 7 و8، بسبب التدافع الشديد، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من مناصري المولودية من ارتفاع كبير، حيث أسفر الحادث عن مقتل 3 مشجعين إلى غاية الآن، وجرح 81 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، فيما يبقى العدد مرشحا للارتفاع، بحسب مصالح الحماية المدنية.
وهكذا، وفي يوم كان يفترض أن يخلد في ذاكرة أنصار “العميد” كواحد من أبهى لحظات التتويج، شاءت الأقدار أن يلطخ بدماء الأبرياء الذين سقطوا في لحظة فرح، لتفتح مجددا أسئلة مؤلمة حول شروط السلامة والأمن في الملاعب الجزائرية، وسبل تفادي تكرار مثل هذه الكوارث مستقبلا.