خرج المنتخب الوطني الجزائري من تربصه الأخير قبل كأس إفريقيا بعدة مكاسب فنية مهمة، أبرزها تألق لاعبين جدد وعودة آخرين لتأكيد جاهزيتهم، مانحين الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش خيارات أوسع وثقة أكبر قبل الموعد القاري. من الدفاع إلى الوسط ثم الهجوم، بدا واضحا أن الفريق بدأ يتشكل حول نواة متينة قادرة على حمل المسؤولية في البطولة المقبلة.
بلعيد وشرقي… استقرار الدفاع في أفضل حالاته
زين الدين بلعيد وسمير شرقي كانا من أبرز مفاجآت التربص، حيث واصل كل منهما تقديم عروض دفاعية مقنعة أمام زيمبابوي والسعودية. بلعيد أثبت قدرته الكبيرة على قراءة الهجمات وقطع الكرات الصعبة، مع تحكم محسّن بالكرات الطويلة وخروج بالكرة باتجاه الأمام. فيما نجح شرقي في المباراة الثانية في الحد من خطورة جناح المنتخب السعودي سالم الدوسري، مغلقا كافة المساحات أمامه. هذا الأداء الدفاعي المتوازن أعاد الطمأنينة للخط الخلفي ومنح الفريق استقرارا واضحا قبل الدخول في غمار البطولة، مؤكّدا أن النواة الدفاعية بدأت تتشكل بشكل صلب.
حجام وآيت نوري… صراع على الجهة اليسرى يضيف حيوية للفريق
في المقابل، كانت المنافسة على الرواق الأيسر صحية ومثيرة بين جوان حجام وآيت نوري. أظهر حجام حضورا مميزا دفاعيا وهجوميا أمام زيمبابوي وساهم في تسجيل هدف، قبل أن يواصل تقديم لمسات إيجابية عند دخوله أمام السعودية. أما آيت نوري، فقدّم مستوى مميزا رغم عودته من إصابة طويلة، وتمكن من فرض نفسه كلاعب حر بين الخطوط، مساهما في البناء الهجومي وصناعة التفوق العددي بفضل فنياته العالية، رغم بعض المبالغة أحيانا في الاحتفاظ بالكرة.
هذا التنافس أعطى الفريق خيارات إضافية وأعاد الثقة في القدرة على الاعتماد على أكثر من لاعب في هذا المركز الحيوي، مانحا الفريق حيوية متجددة قبل الكان.
مازة… إثبات الجدارة بالمركز الأساسي
إبراهيم مازة كان أحد أبرز عناصر الوسط في التربص، حيث انعكس مستواه المميز مع ليفركوزن مباشرة على أرض الملعب أمام زيمبابوي، مظهرًا قدرة كبيرة على التحكم في وسط الميدان وربط الخطوط بسلاسة. حتى مع دخوله كبديل أمام السعودية، فرض حضوره بسرعة وغيّر نسق الفريق بلمساته الدقيقة وتحركاته الذكية، مؤكدا أنه ليس مجرد خيار بديل لصنع الفارق، بل عنصر أساسي يجب أن يعتمد عليه بيتكوفيتش في وسط الميدان، مانحا الفريق استقرارا فنيا أكبر.
بن ناصر… التوازن يعود لوسط الميدان
عودة إسماعيل بن ناصر أعادت التوازن والانسجام لوسط الميدان، فقد كان الرابط الأساسي بين الخطوط أمام زيمبابوي ووزّع تمريرات دقيقة أربكت دفاع المنافس. وفي مواجهة السعودية، حافظ على اتزانه وساهم في التحرك الذكي لخلق حلول هجومية إضافية، ما جعله مكسبا فنيا مهما قبل البطولة، وأكد أنه عنصر لا غنى عنه في تشكيلة الخضر، مضيفا استقرارا كبيرا للوسط الهجومي والدفاعي معا.
حاج موسى… الانفجار المنتظر
أنيس حاج موسى قدم أخيرا النسخة المنتظرة مع المنتخب، حيث كان حاضرا في أغلب الهجمات الخطيرة أمام السعودية وساهم بشكل مباشر في هدفي الفوز، مع تحركات ذكية وفنيات عالية. رغم بعض الاحتفاظ الزائد بالكرة أحيانا، أكّد ظهوره أن المنافسة على الجهة اليمنى أصبحت أكثر قوة وحيوية مع وجوده إلى جانب محرز، مضيفا بعدا جديدا للخط الأمامي ومنح الفريق خيارات هجومية إضافية.
تربص نوفمبر … مؤشر جاهزية الفريق للكان
تربص الخضر كشف في النهاية عن لاعبين قادرين على تقديم الإضافة الفنية والبدنية والذهنية على مختلف الخطوط. الأداء الجماعي والمنافسة الصحية بين اللاعبين أعادت التوازن للدفاع، أضافت الحيوية للوسط، ومنحت الهجوم جرعة من الفعالية والطاقة، مانحة بيتكوفيتش خيارات واسعة قبل كأس إفريقيا، ومؤكدة للجماهير الجزائرية أن الفريق أصبح أكثر توازنًا وجاهزية لمنافسة جدية على اللقب.

