حجز نادي تشيلسي الإنجليزي مقعده في نهائي كأس العالم للأندية 2025، بعد فوزه المستحق على فلومينينسي البرازيلي بهدفين دون رد، في اللقاء الذي احتضنه ملعب ميتلايف ستاديوم بمدينة نيويورك الأمريكية، لحساب نصف النهائي.
المباراة جاءت من طرف واحد في معظم فتراتها، حيث أظهر “البلوز” شخصية قوية، وواقعية تكتيكية، وفاعلية هجومية واضحة، بقيادة المهاجم البرازيلي الواعد جواو بيدرو، صاحب الثنائية (18’ و56’)، في مشهد درامي، كونه خريج أكاديمية فلومينينسي، الفريق الذي نشأ فيه وصنع اسمه في البرازيل.
وكان جواو بيدرو، المنتقل مؤخرا من برايتون مقابل 63 مليون يورو، نجم اللقاء بلا منازع، حيث افتتح التسجيل بتسديدة مركزة في الزاوية اليمنى للحارس فابيو، قبل أن يعزّز تقدم فريقه في الشوط الثاني بتسديدة قوية سكنت الزاوية العليا.
المهاجم الشاب (22 عاما) أثبت في أول ظهور له كأساسي مع تشيلسي أنه قادر على حسم المباريات الكبرى، وقدم أوراق اعتماده سريعاً للمدرب إنزو ماريسكا.
هذا الأخير واصل إثبات تفوقه التكتيكي، حيث نجح في عزل وسط ميدان فلومينينسي عن خط الهجوم من خلال الضغط العالي والتنظيم الدفاعي الذكي، ما أدى إلى ارتكاب الفريق البرازيلي لعدة تمريرات خاطئة، خصوصاً في العمق.
في المقابل، بدا المدرب جاوتشو عاجزا عن مجاراة نسق اللقاء، وتأخر كثيرا في إجراء التبديلات رغم تراجع أداء عدد من لاعبيه، ما جعل ردة فعل “التريكولور” محدودة وغير فعالة.
بهذا التأهل، أصبح تشيلسي أول نادي إنجليزي يبلغ نهائي كأس العالم للأندية بصيغته الجديدة، ورفع رصيده إلى ثلاث مشاركات نهائية في البطولة (بالنظامين القديم والجديد)، ليصبح النادي الإنجليزي الأكثر حضورا في النهائي.
وعلى مستوى الترتيب العام، بات “البلوز” ثالث أكثر نادٍ بلوغا للنهائي، خلف ريال مدريد (5 مرات) وبرشلونة (4 مرات).
ويعيش ماريسكا موسماً أول استثنائيا على رأس العارضة الفنية للنادي اللندني، حيث نجح في قيادة الفريق للتأهل إلى دوري أبطال أوروبا، والتتويج بلقب دوري المؤتمر الأوروبي، وها هو الآن يبلغ نهائي كأس العالم للأندية، واقترب من حصد ثاني ألقابه هذا الموسم في حال تمكن من رفع الكأس العالمية.
ورغم أن البعض يرى أن طريق تشيلسي إلى النهائي كان “مريحا” نسبيا، كونه تأهل إلى الأدوار الإقصائية ثانيا في مجموعته خلف فلامينغو، ما جنبه مواجهة الكبار مبكرا، إلا أن الفريق أطاح بخصمين قويين هما بالميراس (2-1) وفلومينينسي (2-0)، وقدم أداء مقنعا يعكس استحقاقه الكامل للعبور.
الآن، ينتظر تشيلسي منافسه في النهائي، والذي سيتحدد من المواجهة المرتقبة بين باريس سان جيرمان وريال مدريد، في قمة نارية تجمع بطل أوروبا بحامل الرقم القياسي في البطولة، يوم غد الأربعاء.
أيًا كان الخصم، فإن “البلوز” سيدخل المباراة النهائية بثقة عالية، وسعي حقيقي لكتابة اسمه كأول بطل في تاريخ كأس العالم للأندية بنظامها الجديد.
خلال السنوات الست الأخيرة، خاض تشيلسي عددا كبيرا من النهائيات، شملت نهائي الدوري الأوروبي، نهائي دوري أبطال أوروبا، نهائي السوبر الأوروبي (مرتين)، ونهائي مونديال الأندية في نسختيه.
والآن، يقف النادي على أعتاب مجد جديد قد يخلّده التاريخ، فهل ينجح أبناء ماريسكا في رفع الكأس الأغلى عالميا على مستوى الأندية.
أكرم ب
