في تصريحاته لقناة بي إن سبورت القطرية، عبّر هشام بوداوي، لاعب المنتخب الوطني الجزائري ونادي نيس الفرنسي، عن رضاه الكبير بما قدمه هذا الموسم، مؤكدًا: “في البداية هذا الموسم كانت رائعة لأنني لم أتعرض لإصابات كثيرة وكان لدي طموح كبير للعب كل المباريات وإنجاز شيء ما مع الفريق”. وأضاف: “عانينا من إصابات كثيرة بداية الموسم وذلك لم يساعدنا كثيرًا كفريق، ولكن إجمالًا كان الموسم جيدًا”.
وعن تطوره الشخصي وطموحاته، أوضح: “بداية كنت أريد اللعب مع زملائي في الفريق، لم أكن أركز كثيرًا على الإحصائيات، كنت فقط أبحث على تقديم يد العون للفريق. شيء مهم أن تساعد الفريق، ولكن من المهم أيضًا أن تهتم بنفسك وبإحصائياتك. بدأت بعد ذلك بالتركيز على الإحصائيات التي تبقى في سجلي”.
وأضاف: “من جهتي، على أرضية الملعب أريد دومًا تقديم المساعدة والإضافة، وأريد أن أحسن من مستواي، وذلك سيكون أفضل بالنسبة للفريق. ومن جهة أخرى دوري أبطال أوروبا يبقى حلمًا لكل لاعب، وأنا أحلم أن أشارك في دوري الأبطال وتحقيق هذا الحلم المهم لكل لاعب كرة قدم”.
وتحدث بوداوي عن بداية احترافه: “عندما جئت إلى نيس في 2019، كانت المرة الأولى التي أغادر فيها بلدي الجزائر، لم أكن أعرف الكثير عن عالم الاحتراف. في تلك الفترة ساعدني وجود دانتي إلى جانبي، كنت ألاحظ طريقة لعبه وطريقة لعب الفريق داخل وخارج الملعب، ذلك ساعدني كثيرًا لكسب الخبرة. فيما بعد أصبحت أعرف الكثير من الأشياء، لذلك تطور أدائي كثيرًا. لعبت مباريات كثيرة متتالية، وذلك ساهم في تطور مستواي لحد كبير”.
واستعاد أولى مبارياته قائلًا: “في مبارياتي الأولى عند قدومي إلى نيس، لاحظت وجود فرق كبير على مستوى طريقة اللعب. أذكر من جهة أخرى مباراتنا أمام ليل قبل 3 سنوات، مباراتي الأولى كذلك التي لعبتها مع نيس ستبقى في الذاكرة، كان أسبوعًا صعبًا، لم أتدرب كثيرًا، لعبت لمدة 20 دقيقة وسجلت هدفي الأول بقميص نيس في الدوري”.
وعن تأقلمه التكتيكي قال: “على المستوى الجانب التكتيكي، عندما جئت إلى هنا لم أكن جاهزًا 100٪. في الجزائر كنا نركز أكثر على الجانب الفني. احتجت لبعض الوقت في الموسم الأول من أجل التأقلم مع لعب الفريق. قد استفدت كثيرًا من هذا الجانب، والآن أشعر بتطور كبير”.
وأضاف: “مثل ما قلت سابقًا، في كل مباراة أريد تقديم كل ما لدي، ولا أفكر في المستقبل. بعد نهاية المباراة أشعر أنني قدمت كل ما لدي، ولم أدّخر جهدًا، ولا أشعر بأي ندم. هكذا ألعب، ولا يهمني أي شيء آخر، لا أفكر إلا في المباراة”.
عن تقييمه لموسمه الأخير، قال بوداوي: “الموسم الأخير الذي قدمته كان مرجعيًا. هذا عامي السادس هنا. كنت أعاني أحيانًا من غياب النسق في اللعب، ولكن هذا العام كان الأمر على ما يرام. أصبحت لدي ثقة أكبر وشعرت براحة أكبر، وارتحت كذلك من بعض الإصابات. لعبت كل المباريات وحققت هدفي”.
وتحدث عن مدرب المنتخب الجديد: “المدرب الجديد للمنتخب الجزائري بيتكوفيتش لم أكن أعرفه من قبل، سألت عليه بعض اللاعبين، أخبروني بأنه مدرب جيد، وهو يتفاعل معنا بكل عناية داخل وخارج الملعب”.
وعن تجربته السابقة مع المنتخب، كشف بصراحة: “في فترة من الفترات كنت أفقد بعض الثقة في المنتخب. كنت أعاني من بعض الخوف من إضاعة الفرص أو تمرير بعض التمريرات الخاطئة، وذلك لم يساعدني كثيرًا على التأقلم في المعسكرات. ولكن هذا المدرب الجديد منحني الثقة التي كنت أستحقها والتي كنت أحتاجها. أصبحت أشعر أنني مرتاح أكثر. كنت أتساءل دومًا عن سبب هذا الاختلاف، بسبب طريقة اللعب في نيس وفي المنتخب، وأسباب عدم تقديمي نفس المردود مع المنتخب مثل المردود الذي أقدمه مع نيس. ومع الوقت أصبحت ألعب بثقة أكبر، وأتحمل مسؤولية أكبر، وحققت أهدافي. طريقة هذا المدرب في التدريبات قريبة جدًا من هذه التي نشتغل بها في أوروبا، طريقة عمل احترافية”.
وحول كأس أمم إفريقيا القادمة في المغرب، قال بوداوي: “نحن سنذهب لتحقيق الفوز بكل مباراة على حدى، نفكر مباراة بمباراة. لا نؤمن بوجود منتخبات صغيرة في إفريقيا، كل المنتخبات الإفريقية قوية وجديرة بالاحترام. من أجل تحقيق النجاح في إفريقيا، يجب عليك التركيز والتواضع، فهما مفتاح النجاح”.
وختم رسالته للجماهير الجزائرية: “رسالتي إلى الجماهير الجزائرية هي أنها يجب أن تساندنا وتدعمنا، ونحن إن شاء الله سنفرحهم في كأس أمم إفريقيا القادمة. أهم شيء هو أن يصبروا علينا وأن يقفوا إلى جانبنا، ونحن سنقدم كل ما بوسعنا من أجلهم”.
وتحدث بوداوي عن علاقته بزملائه في المنتخب: “أنا أشعر بأريحية كبيرة مع كل لاعبي المنتخب الجزائري، كما كان الحال سابقًا مع الجيل السابق، كنت دومًا أشعر بالراحة. في 2019 كنت صغيرًا، عرفت لاعبين كبار، والجيل الحالي أعرفهم من خلال اللعب في أوروبا، علاقتي جيدة مع الجميع”.
وختم حديثه قائلًا: “الكثير من زملائي في المنتخب كنت أعرفهم منذ زمن بعيد، وعندما جاؤوا، أنا متأكد أنهم سيقدمون الإضافة المرجوة للمنتخب الجزائري”.
