نظّم مسجد باريس الكبير مساء أمس لقاءً تكريميًا في إطار فعالية “أربعاء المعرفة”، خصّص لتخليد ذكرى الراحل رشيد مخلوفي، أحد أعلام كرة القدم الجزائرية ورموز ثورة التحرير، الذي رحل عن عالمنا تاركًا إرثًا زاخرًا بالإنجازات.
شهدت الفعالية حضورًا كثيفًا للجالية الجزائرية في فرنسا، التي توافدت على قاعة الأمير عبد القادر بمسجد باريس الكبير، للتعبير عن تقديرها لمسيرة المخلوفي. تخلّل اللقاء شهادات مؤثرة قدّمها نجوم كرة القدم، مثل لخضر بلومي، نور الدين قريشي، وناصر قديورة، بالإضافة إلى زايير كدادوش، في أجواء حافلة بالمشاعر الوطنية.
افتتح الأمسية عميد مسجد باريس الكبير، الأستاذ شمس الدين حفيز، الذي دعا الحاضرين للوقوف دقيقة صمت ترحمًا على أرواح شهداء الثورة التحريرية، بمناسبة ذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960. كما ألقى كلمة مؤثرة تناولت مسيرة المدرب الوطني الراحل محيي الدين خالف، الذي وافق رحيله يوم الذكرى الوطنية ذاتها.
تم خلال اللقاء عرض فيلمين وثائقيين حول مسيرة رشيد مخلوفي، الذي بدأ مشواره في فريق سانت إتيان الفرنسي وواصل رسالته الوطنية بالانضمام إلى فريق جبهة التحرير الوطني، ليكون سفيرًا للقضية الجزائرية عبر الملاعب الدولية.
تناول المتحدثون سيرة المخلوفي، ليس فقط كلاعب متميز، بل أيضًا كمدرب قدّم الكثير لكرة القدم الجزائرية بعد اعتزاله. كما أشاروا إلى القيم التي جسّدها المخلوفي وزملاؤه، من تضحية وشجاعة في سبيل القضية الوطنية.
اختيار مسجد باريس الكبير لاحتضان هذا الحدث يحمل رمزية تاريخية، إذ يُعد المسجد شاهدًا على إسهامات الجالية المسلمة، وخاصة الجزائريين، في بناء فرنسا الحديثة. كما أن تكريم المخلوفي يجسد روح الوفاء للأجيال الجديدة، التي تجد في مسيرته مصدر إلهام في القيم الوطنية والإسلامية.
جاء اللقاء أيضًا فرصة للتأكيد على ارتباط الجالية الجزائرية في فرنسا بوطنها الأم، وتجديد التزامها بنقل قيم التضحية والوحدة للأجيال الصاعدة، وهو ما جسّده المخلوفي ورفاقه في فريق جبهة التحرير الوطني، الذين لبوا نداء الوطن دون تردد.
بذلك، كان اللقاء التكريمي في مسجد باريس الكبير بمثابة رسالة تقدير لرمزين من رموز كرة القدم الجزائرية، رشيد مخلوفي ومحيي الدين خالف، اللذين قدّما دروسًا لا تُنسى في الوطنية والإخلاص.